المؤلف: نضال الحاج علي
الناشر: دار الفارابي: بيروت؛ 2016
الصفحات: 208 صفحات من القطع المتوسط
مقاطع من الكتا:
ما أكتبه ليس سرداً لتجارب خاصة أو لسيرة ذاتية، إنما هو رسمٌ لتجربةِ حياة بحلوِها ومرِّها، بالشغف الدائر فيها كراقصةٍ جذلى، أو بالوجع الحائر كيف يجرِّعنا الأرق في الليالي، بالَّلهفة التي يرسمها حضور المرأة على مُحيَّانا، أو بالفرحة التي يغزلها بين أيدينا طفلٌ شقيّ، أو يزرعها على دروب العمر صديقٌ وفيّ.
لم أكن أعرف شيئاً عن الحب. كان في أوردتي دمٌ ينبض بالبكاء والعزلة، دمٌ لا يشبه في شيء دم الناس. كنت استتر خائفة من كل شيء، من أقرب الناس إليَّ، ولكن عندما رأيتكَ وجدت فيك ملاذاً، أعرف أنه لن يكون لي! كنتُ اقترب منك خائفة عليك، وكنتَ وحدك أكثر مني خوفاً رغم أنك تحيا بين الناس، تضحك معهم، تشرب، ترقص، تخفي غضباً لا يعرفه أحد منهم، ووحدك كنت ملاذي??.. بين الحقيقة والخرافة، بين الوهم والانفعال، وعلى غفلةٍ من زمن، قيل لنا هذا وطن. وعندما أعلنا كل هذا الولاء، وعندما رحل آلاف الشهداء، وعندما تهاوت كل هذه القصائد، كل هذا الشجر، وصار البحر بعيداً، أقاموا قرب أرواحنا آلاف خطوط التماس، وطلبوا منا أن نبدأ من جديد.