د. عبدالرحمن الشلاش
هذا الدعاء سيكون مقبولا وسنؤمن عليه من قلوبنا في حالة واحدة فقط، وهو إذا كان بهذه الصيغة «اللهم من أراد بلادنا وأمننا ومجتمعنا ومقدساتنا بسوء فأشغله بنفسه». الدعاء بهذه الصيغة واضح وجلي ولا يحتمل التأويل لأن المقصود هنا من يريد هذا الوطن بالسوء والخراب بالإخلال بأمنه وترويج الشائعات المغرضة عنه أو العمالة لصالح دول معادية حاقدة على الدولة والشعب والوطن بأكمله. الدعاء على الإرهابيين أخزاهم الله وهم من يدعون زورا وبهتانا أنهم يجاهدون في سبيل الله بينما هم في حقيقتهم يجاهدون في سبيل الشيطان، والدعاء على القعدة من شيوخ التحريض والتجييش والذين قذفوا بشباب هذا الوطن إلى محرقة التفخيخ والتفجير والأحزمة الناسفة. كل أب وكل أم فقد أبنائه يدعي على هؤلاء الشيوخ بالهلاك.
الدعاء على أعداء السعودية الحقيقيين من جماعات إرهابية تستهدف أمن البلاد، وفرس مجوس حاقدين هم وأذنابهم وذيولهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وعملائهم الخونة الأغبياء في بعض دول الخليج والذين يعملون وفق مخططات قذرة هؤلاء جميعا الأولى بالدعاء عليهم، وقبل الدعاء العمل للتصدي لها وإفشال مخططاتهم.
عندما ندعو بقولنا «اللهم من أرادنا بسوء فأشغله بنفسه» هذا الدعاء عام وغير محدد، فهل المقصود عموم المسلمين، أم المقصود بلادنا، أم المقصود الجماعات الإرهابية المتخفية باسم الجهاد في سبيل الله، وسبيل الله بريء منها ومن أعمالها ؟ نحن بحاجة للدعاء بجانب العمل، ويمكن تحويل الدعاء إلى دعاء ايجابي كنت استمتع بدعاء ذلك الخطيب حين يدعو للشباب بالتوفيق في الاختبارات أو في شؤون حياتهم ، وحين يدعو لهم بالهداية أو الدعاء للمرضى بالشفاء رغم أني مؤمن بأن ليس بين الإنسان وربه وسائط أو وسائل لأن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
ما زال الدعاء في مساجدنا يسير في اتجاه لا يخدم الوحدة الوطنية، ولا قضايا الوطن، وهنا مسؤولية الوزارة في تصحيح الوضع، وتكريس الدعاء الإيجابي الموجه لكل أبناء الوطن الغالي دون تمييز، والدعاء للوطن بالنصر والتمكين والتنمية والتطور في كل مجالات الحياة، ولقادة هذه البلاد بالتوفيق والسداد، لنؤمن في النهاية على كل هذه الدعوات الجميلة.