إبراهيم الدهيش
لن أتحدث ولن أدخل في جدلية قانونية أو نظامية تدخل الهيئة العامة للرياضة في أعمال الاتحاد السعودي لكرة القدم وبخاصة في مسألة شبهة التلاعب في مباريات دوري الدرجة الأولى في الموسم الفارط على اعتبار أن الهيئة هي المعنية بتوضيح مشروعية التدخل. ولست مع أو ضد من يؤكّد أو ينفي عملية التلاعب فموضوع من يهبط أو يصعد لا يشغلني.
لكني سأتحدث بقلم الإعلامي المحايد الذي ينشد رياضة نزيهة تحكمها لوائح وأنظمة واضحة لا ثقوب فيها يؤمن مسؤولوها بأن زمن الاجتهاد والفهلوة والانتقائية انتهى وبأن الرياضة أصبحت علماً وصناعة وفق عمل احترافي واضح الأهداف غاية في التنظيم والتخطيط. ومن هذا المنطلق أعود لأتساءل: هل اضطرت الهيئة إلى هذا التأخير وإذا كان ذلك كذلك فلم؟! ولماذا سكت الاتحاد كل هذه المدة؟! إذا ما أخذنا في الاعتبار توقيت التدخل وأهمية الوقت بالنسبة للأندية المعنية بالقضية وهي التي شرعت منذ نهاية الدوري بإعادة ترتيب أوراقها سواء الصاعد منها أو الهابط من جلب أجهزة فنية وطبية وتوقيع عقود سواء أجنبية أو محلية وتحرير مخالصات وإقامة معسكرات! سأجتهد ولن يشغلني من يختلف معي لأقول: إما أن العملية كانت في طريقها للدمدمة وهذه مصيبة وإما أن الاتحاد الموقر بلجانه ومراقبيه ونزاهته آخر من يعلم وبالتالي «ما حولك أحد» وهنا المصيبة أعظم!
وعلى العموم هذه القضية وإن كانت لا تُقاس بغيرها كونها ضربة موجعة في خاصرة رياضة الوطن إلا أنها تجعلنا نقف قليلاً لنتذكر بعضاً من القضايا التي ما زالت حبيسة أدراج هذا الاتحاد بعدما تم تجاهلها والتعامل معها بأسلوب «التطنيش» لدرجة أنها أصبحت طرائف تلوكها الألسن وتتناقلها قنوات التواصل الاجتماعي وهذا بلا شك ما يؤكّد أننا بالفعل نعيش زمن اتحاد ضعيف لا يهش ولا ينش!! وسلامتكم.