عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لا يعكس الواقع في النادي الأهلي أي صورة إيجابية خاصة بعدما حقق إنجازا طال انتظاره، بل ضاعف ذلك الإنجاز عندما أضاف الكأس للدوري ولكن لم أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد من التفكك والهجرة الأشبه بالجماعية، ودائماً ما تشهد الفرق والأندية استقراراً وثباتاً عندما تحقق إنجازات وبطولات مثلما حقق فريق الأهلي إلا أن ما حدث ويحدث في القلعة الخضراء عكس المتعارف عليه وقد يكون رحيل المدرب وصانع الإنجاز أولى علامات الاستفهام ثم تبعه المدافع الذي رفض التجديد رغم ما قدم له من مبلغ يسيل له اللعاب، وإذا ما فرضنا أن عالم الاحتراف مفتوح للمدرب واللاعب ها هو نائب الرئيس يعلن الترجل ويغادر وقد يلحق به الرئيس المحظوظ الذي حضر ليكون بطلاً دون أي مجهود يذكر، وأخيرا وليس آخرا يرحل الحارس متنازلا عن مبلغ ليس بالقليل مقابل إطلاق سراحه وعودته لفريقه السابق. حقيقه أمر محير ولم يحدث سابقاً للنادي الأهلي أن حدث مثل ما يحدث الآن حتى في وقت الجفاف والغياب عن البطولات، فالأهلي فريق كبير وعريق وأي لاعب يتمنى الانضمام إليه وارتداء شعاره، إضافة إلى أنه أقل الأندية مشاكل مالية ومطالبات فباستثناء مشكلة عبدالشافي وناديه الزمالك المصري والنادي اليوناني ومحترفه لم نسمع أو نقرأ عن مشاكل أو شكاوى مثل ما نسمع عن أندية كبيرة ومشاكلها والشكاوى بالعشرات والمديونيات بالمئات من ملايين الريالات من أجل ذلك يبقى الأهلي لغزا محيرا فتتابع الابتعاد الفني والإداري سيكون مردوده بالتأكيد سلبي، وقد يدفع الفريق ثمن ذلك ويسجل حالة ثالثة لبطل سعودي بعد الفتح والنصر الذين لم يستطعا المحافظة على القمة وتراجعا إلى مراكز لا تليق لبطل دوري، فهل يكون الأهلي ثالثهم أم يعكس النظرية ويعتبر رحيل عناصره لصالح الفريق؟
تعاقدات الهلال عادية
تصدرت إدارة الهلال المشهد بكامله منذ نهاية الموسم الماضي وخسارة الفريق لبطولة الدوري وبطولة القارة الأهم لديها بتطلعها لتغيير جلد الفريق، فبدأت بالمدرب عندما ألغت عقد مدرب الفريق دونيس وألحقته بمحترفي الفريق الأجانب وبعض اللاعبين المحليين مع تحفظي على بقاء البعض منهم، وبدأت باستقطابات محلية بطريقة هادئة قد يكون الأبرز منهم لاعب الوسط والهداف عبدالمجيد الرويلي وكسب خدمات المدافع السابق أسامة هوساوي، ومن ثم لاعب وسط القادسية ماجد النجراني، وأخيرا حارس المرمى الذي سبق وأن نسقته إدارة الأمير محمد بن فيصل، عبدالله المعيوف ها هو يعود من جديد وقد يكون هناك أسماء جديدة ولكن مع كامل الاحترام والتقدير لمن تم إحضارهم مؤخرا لا يرتقون أو يوازون ما هو موجود في الهلال، وسبق أن ذكرت أن الهلال كفريق وكناد وكجماهير لا يقبل بأي لاعب ما لم يكن «سوبر ستار» وهذا لا يتوفر إطلاقا بمن أحضرتهم الإدارة الهلالية وقد يكون القادم أحلى فالمؤشرات تقول إن الحارس الأميز محمد العويس في طريقه للزعيم وكذلك لاعب باهظ الثمن ومهاجم من أفضل المهاجمين في الأورجواي في الطريق، وهذا ما يميز الهلال فمهما أخفق أو ابتعد أو لم يوفق سرعان ما يعود ويجدد ويحضر ويسدد لسبب واحد فقط وهو أن من حوله يؤمنون بالأفعال وليس بالأقوال ناهيك أن الميزة والتي ينفردون بها عن غيرهم أنهم يقضون حاجاتهم بالكتمان و»يدفنون» مشاكلهم بينهم دون إثارة أو إشهار وهذا ما جعل الزعيم دائما موجودا حتى وإن غاب.
نقاط للتأمل
- كل الأندية تسجل والفرق تستقطب لاعبين محليين وأجانب باستثناء النصر، وحال النصراويين يقول كلٌ يسجل و»نحن لنا الله». هذا هو حال النادي ديون وشكاوى ومشاكل وأزمات والمشكلة كبيرة وصعب الخروج منها لأن النفق الذي وضعت الإدارة النادي فيه مظلم وعميق، وكل الطرق للخروج منه مسدودة لأن الإدارة فقدت كل مفاتيح الحلول، ويبقى الأمل بالله ثم بتدخل أعلى سلطة لحل الأزمة بعد ضمان أن يدار النادي بإدارة أكثر احترافية.
- عندما حضر المدرب الإيطالي كنافارو صرح رئيس النادي أن أحد أعضاء الشرف قد تكفل بقيمة عقده وإحضاره للنادي، واستبشرت الجماهير النصراوية وضمنت أن قيمة العقد ليست من ضمن المديونيات والتراكمات المالية، واليوم تتفاجئ أن المدرب يتقدم بشكوى يطالب من خلالها بحقوقه ومقدم عقده وهذا أمر ليس بجديد أو غريب على ثقافة الإدارة النصراوية الحالية فدائماً ما توهم الجماهير والإعلام وتمرر معلومات نتائجها عكسية، ويتضح الواقع الصادم وقد يكون تصريحه لكسب قضية اللاعب الذي اتضح العكس والله يستر من القادم.
- الطويل يرفض خلافة كيال في الأهلي وهذا امتداد لرحيل عدد ليس بالبسيط من النادي فرحيل الأجهزة الفنية واللاعبين والإداريين والآن ترفض المناصب، حقيقه أمر محير وصعب تفسيره فتعودنا أن البطل دائماً ما يكون مطمعا لكل من يحبه وينتمي إليه ويكون هناك منافسة على المناصب والكراسي إلا في قلعة الكؤوس الكل يرحل والكل يرفض، فمن الطارد ومن جعل كل هؤلاء لا يرغبون في خدمة الأهلي؟؟ الله أعلم.
- يقول اللاعب السوري عمر السومة مهاجم الأهلي إن لاعب المنتخب الفرنسي ديميتري باييه تعمد إصابة البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال مواجهة المنتخبين بنهائي يورو 2016 كلام جميل وواقعي ولكن لماذا اختفت هذه الجراءة والصراحة في النهائي السعودي عندما تعمد زميل السومة مهند عسيري إصابة اللاعب أحمد الفريدي في موقع إصابته السابقة وكانت أوضح من تعمد اللاعب الفرنسي أليس كذلك يا هدافنا الكبير؟.
- (261706710 ريالات) هذا هو مجموع ديون نادي النصر والرقم يوحي أنه ميزانية دولة وليس ديون ناد مع الأسف وهذا نتيجة للطريقة التي سارت عليها الإدارة الحالية وهي نفسها السابقة ومحاولة المباهاه والانسياق خلف أشخاص تهمهم مصالحهم ومكتسباتهم الشخصية والله أعلم عن كسبهم من صفقات مبالغ فيها، ولكن كل ما أتمناه أن يراعوا الله في كل ريال دخل عليهم، والعمل أمانة، والله سبحانه يقول في كتابه الكريم {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} والله المستعان في كل الأحوال.
- حذرت وحذرت وحذرت من عدة عوامل حتى لا يصل الأمر إلى ما وصل إليه، حذرت من السماسرة ومدراء الأعمال، وحذرت من العمل الركيك للإدارة وضعف عناصرها وهم أصدقاء للرئيس أكثر من كونهم عاشقين أو محترفين، وأخيرا حذرت وأكثر من مرة من عدم الوضوح والصراحة مع الداعم والمحب وخسارته لأنها ستكون كارثية إن هو ابتعد وهذا ما حدث فقد رحل وتركهم ولم يعد ينفع الاستجداء والترجي من خلال البرنامج الرياضي، وسابقا يقال (إذا فات الفوت ما ينفع الصوت) واليوم حال النصر لا يسر عدو ولا صديق والمؤشر يوحي بالأسوأ في قادم الأيام.
خاتمة:
واختر رفيق نادر ماله أجناس
صميدع من رافقه مايمله
راع الفعول الوافية طيب الساس
يهوى المراجل والوفا عادة له
(نحسبكم خير رفيق والله حسيبكم).
وعلى العهد والوعد معكم أحبتي عندما التقيكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.