همسة ممزوجة بصوت محب بقدوم إجازة صيف هذا العام، أوجهها لكل طالب وطالبة مع مشارف هذه الإجازة لعل الله أن ينفع بها الجميع، أبدؤها بقول الرسول صَلَّى الله عليه وسلم: (لا تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال وذكر منها (عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه...) الحديث.
إنّ المتأمل في هذه الإجازات يرى أنها وقت ثمين للترويح عن النفس، واستغلالها في كثير من أمور الخير، ولكن هل فكرنا مرارًا كيف نستغلها بما ينفع ويجلب لنا المفيد؟ وهل هذه عطلة كما يسميها البعض أم استمرار على النشاط والجدية وخلق فرص متاحة؟
تساؤلات مهمة ربما البعض منّا فكر فيها، والبعض الآخر يحتاج جرس تنبيه؛ ليتدارك ويصحح المسار السابق والمنوال الذي سار عليه في سنوات ماضية، اعلم أخي الطالب وأختي الطالبة أنه بإمكانكما استغلال هذه الإجازة بما يعود عليكما من منفعة دينية ودنيوية بعيدًا عن الإجبار والالتزام بوقت محدد، لا تطيقه النفس في بعض الأحيان، وانطلاقًا من هذا الحديث الذي يحثنا أن نتدارك هذا العمر وهذا الشباب الذي لا يعود لو فعلنا المستحيلات، وقد قالت العرب :(الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك).
امزجا مع المرح الفائدة، ابحثا، اقرأ، واعملا، خذا دورات تدريبية، التحقا بالمراكز الصيفية والدعوية، قوما بخدمة والديكما وبالأعمال التطوعية والاجتماعية، نوعا النشاط؛ فالنفس تهوى التجديد، وترغب الغريب (فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) وغيرا مفهومًا ساد عند كثيرٍ من الناس بتسميتها عطلة، بل المؤمن لا يرضى التقاعس والعجز والتثبيط؛ فهو نشط مبدع يسير للعلياء أينما يتوجه لا يأتي إلا بخير، اجعلا إجازة هذا العام مثالية بما تحمله الكلمة، وردّا على من قال: إن في الإجازة تكثر مشاكل الطلاب والطالبات وأعلنا بصوت مرتفع (المجدُ مجدنا والأيام شواهد).
وقفة:
لكل أب ولكل أم ولكل مربٍ ولكل مسؤول: فلذات أكبادنا يحملون في بواطنهم الشيء الكثير من الخير، فاسعوا جاهدين لتوجيههم بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، وكونوا عوناً لهم في هذه الإجازة، فإن كانت البلاد مليئة بأهل الخير والمصلحين، فهناك أهل الشر يتحرّون مثل هذه الفرص للنيل من أبنائنا وبناتنا لاصطيادهم واعلموا أن الصوت لا ينفع إذا فات الفوّت.