هذا عنوان الكتاب الشهير (دع القلق وابدأ الحياة) للكاتب الشهير ديل كارنجي. (فيه شيء من التصرف).
فمن وجهة نظري، أعتقد أن الوهم فيه من التبعات الخطرة على بني البشر. وفي هذا الإطار أعتقد أن القلق أقل من خطر الوهم؛ فالقلق قد يصيب البشر بالقلق على المستقبل، وعلى الصحة.. كذلك قد يصيب الحيوانات بالقلق على صغارها، وأيضًا قد يصيب النباتات؛ فشجرة الأكاسيا مصابة بالقلق من الحيوانات العاشبة والنباتات المتسلقة بتوافر غذاء جيد لمستعمرات النمل من خلال غدد موجودة في زهورها، تنتج الكثير من السكر الذي يتغذى عليه النمل. ومقابل ذلك تحصل الشجرة على حماية مطلقة من قِبل النمل.
نستخلص من ذلك أن القلق أمر طبيعي ما دام في حدود المعقول، ولم يتجاوز الطبيعي (نعزو ذكر كلمة طبيعي؛ لأن القلق يصيب الإنسان، وقد يكون طبيعيًّا، وقد يكون مَرضيًّا).
ولكن البلاء العظيم والوبال الحقيقي في (الوهم) الذي لا يكاد يسلم منه إلا موفَّق؛ فهو كنار في الهشيم سريع الانتشار ملحق بالضرر البليغ.. وهو في الصغير قبل الكبير؛ فتتعطل حياة الكثير ممن أُصيبوا بهذا الداء الفتاك؛ فهو عادة يكون وهمًا يلاحق الشخص بالخوف من الأمراض، والشعور بالإصابة بها، وتارة يكون بالخوف من فَقْد الأحبة، وغيرها من أنواع تنغص على الشخص حياته.
ومن الحلول المميزة لمواجهة الوهم الإعراض عنه، والانشغال بالرياضة أو القراءة أو حتى مشاهدة برامج تلفزيونية، كذلك قراءتك مقالاً قد تأخذك بعيدًا عن أوكار الوهم المتربصة بالجميع.
لأن الاسترسال معه قد يسوقك إلى الوقوع في كنف الوسواس القهري، ذلك المرض الخطير, الذي تسبب في عزلة الأشخاص، بل في انتحارهم من هول وشدة المعاناة.
فمن حسنات الإعراض عنه قوة المناعة وراحة العقل والسعادة.
ففي دراسة أُجريت على القردة وجدوا أنهم يتكيفون مع مرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة) فترة أطول من الإنسان بكثير؛ والسبب أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسخِّر وقته للوهم.
فيجب الأخذ في الاعتبار قول الله تعالى في الآية الكريمة: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }.
وفي نهاية هذا المقال أتساءل: هل صاحب كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) ديل كارنجي انتحر بسبب الوهم؟