جاسر عبدالعزيز الجاسر
فضحت التحركات لإحدى دول أوروبا الغربية في أروقة الأمم المتحدة، تمهيداً لعرض مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي تتبناه وتقدمه الدولة الأوروبية الغربية العضو في مجلس الأمن الدولي يدعو الحكومة الشرعية في اليمن إلى تقاسم السلطة مع الانقلابيين الحوثيين وجماعة عبدالله صالح، التواطؤ والتلكؤ الذي يصاحب المباحثات التي تجري بين وفد السلطة الشرعية والانقلابيين والتي استمرت آخر جولاتها شهرين في دولة الكويت، إِذ تكشفت خيوط المؤامرة التي تهدف إلى مساعدة الانقلابيين في اليمن على تحقيق الهدف الذي من أجله دمروا اليمن، إِذ تعمل بعض الدول ومنها دول أوروبية غربية معينة، إضافة إلى إيران وطبعًا حلفائها إلى تحقيق هدف الميليشيات الطائفية والعناصر الانقلابية من أنصار الرئيس علي عبدالله صالح إلى تحقيق مسعاهم من الاستيلاء على السلطة وإلغاء شرعية الرئاسة والحكومة اليمنية المستمدة من إجماع شعبي ودستوري تم عبر انتخابات ديمقراطية، كثيرًا ما صدعت هذه الدول رؤوسنا بزعم الدفاع عنها، واليوم تمارس هذه الدول سواء عبر تحركاتها في الأمم المتحدة أو عبر الضغط من خلال سفرائها على الحكومة الشرعية اليمنية وعلى وفدها المفاوض في الكويت وحتى على ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ولد الشيخ إسماعيل لفرض تسوية أساسها تقاسم السلطة مع الشرعية التي في أجندة الانقلابيين كبداية تنتهي بابتلاع كامل للسلطة ليحققوا ما لم يستطيعوا عبر انقلابهم تحقيقه من خلال ضغط وتواطؤ هذه الدول وبمساعدة الأمم المتحدة، التي ظل ممثلها عاجزًا ولفترة طويلة يحاول مع وفد الانقلابيين إقناعهم بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادرة مجلس التعاون ومرجعيات الاتفاق الوطني في اليمن دون أن يحقق أي شيء مثله مثل من سبقه من ممثلي الأمين العام السابقين، لأن الانقلابيين المدعومين من أصحاب الأجندات الأجنبية سواء من إيران وحلفائها وحتى بعض الحكومات الغربية يسعون إلى نجاح هؤلاء الانقلابيين لإقامة «جيب» إرهابي جنوب الجزيرة العربية للضغط على دول مجلس التعاون وبالتحديد المملكة العربية السعودية وإسقاط اليمن وجعله مساحة أخرى للنفوذ الإيراني كالعراق وسوريا ولبنان، وكانت مؤامرة تمرير قرار في مجلس الأمن الدولي بغرض تقاسم السلطة مع الانقلابيين يمكن أن ينجح لولا فطنة دول الخليج العربية ودول مهمة بمجلس الأمن كروسيا التي اعترضت على الفكرة أصلاً حتى لا تكون سابقة تتيح للميليشياتالمسلحة أو الجماعات المعارضة ترتيب أعمال عسكرية أو تنفيذ انقلاب للمطالبة بتقاسم السلطة مع الحكومات الشرعية.
فضح المؤامرة في مجلس الأمن يتطلب ليس الامتناع عن مواصلة التفاوض مع الانقلابيين إلا بعد الحصول على ضمانات دولية ملزمة بتنفيذ مرجعيات التفاوض، بل الاعتماد على الحسم العسكري لإفشال انقلاب الطائفيين وقطع الطريق على التآمر الدولي.