رمضان جريدي العنزي
لكم العار فأعمالكم في المسجد النبوي شنار وحرام، مقرف عملكم بليد كسيح ومشمئز، لقد وددتم إسالته الدم الحرام، في الشهر الفضيل، وفي المكان الحرام، فأي أجر من الله ترجون؟ وأي فوز تبتغون؟ وأي انتصار؟ سادرون في غيكم سادرون، مغيبون بلا وعي، جماجم بلا عقل، شواذ خنتم وطنكم، وآبائكم، وذويكم، وصففتم مع الشيطان، ها أنتم بلغتم من عمل الحرام مبلغاً ما كان يدور في خلد إنسان، لقد تداخلت أفعالكم الخبيثة مع بعضها البعض، فهان عليكم ارتكاب المعاصي بيسر وسهولة، وارتكبتوا ما حرم الله، غير عابئين من عقابه، ولا مبالين بتحذيره ووعيده، فالمسلمون الحقيقيون لا يكذبون على الله وعلى رسوله، وأنتم تجرأتم وكذبتم على الله وعلى رسوله، وخضتم في دين الله بلا علم ولا تقوى ولا ورع ولا بصيرة، لم تتوقفوا عند حد من الحدود، بل تجاوزتم كل الحدود، بحجج وذرائع واهية لا تستند إلى القرآن الكريم ولا إلى السنة المطهرة، وتتقاطع مع السلوك البشري القويم، لقد تماديتم في هذا المسار الفاحش، حتى جاء اليوم الذي تجاوزتم فيه كل الخطوط الحمراء، لقد قطعتم شوطاً عظيماً في أسواق الرذيلة والسفاهة والحرام، لقد جعلتم من الأفكار السقيمة باباً وحيداَ لأعمالكم المنافية لكل مكارم الأخلاق والأعمال، فاعتمدتم وسيلة القتل لإشباع رغباتكم المكبوتة السقيمة، لقد أطلقتم العنان لأهوائكم العبثية، غير عابئين بالقيم النبيلة، والتعليمات الإسلامية الحميدة، لقد فشلتم في القضايا الفكرية والنهضوية والتوعوية التي تفيد الأمة، فسقطتم في مستنقع الخيبة، لقد منحتم عقولكم الصغيرة للآخرين يتلاعبون فيها كيفما يشاؤون، يبيعونكم الوهم والمحظور، ويجيزون لكم الممنوع، ويهدونكم إلى الضلال والابتذال، متسترين بثياب التقوى والورع، من غير علم ولا برهان، فيضلونكم، ويحجبون عنكم نور العلم الحقيقي، وبرهان اليقين، من غير أن تستوضحوا الأمر، وتستجلوا المسألة من الفقهاء المعتبرين، ولتعلموا بأن هناك فرقا كبيرا بين السفيه الذي يفتيكم، والفقيه الذي ينصحكم ويحذركم، فالفقيه يعرف بحشمته ونبل أخلاقه وكريم صفاته ووقاره، والسفيه يعرف بابتذاله وثرثرته وهذيانه وأقبح العلامات وأرذل الكلمات، الفقيه لا يفتي إلا بالاستدلال بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والسفيه لا يتكلم إلا بالأحاديث الملفقة والسفاسف المنمقة، الفقيه نيته خالصة لوجه الله وابتغاء مرضاته، والسفيه مراده الرياء والشهرة واللب، الفقيه يغرس محبته في قلوب المؤمنين، والسفيه لا يستمع إليه إلا من هو على شاكلته، لقد ابتلينا في هذا العصر بالسفهاء الذين يشنون علينا الأهواء والشهوات والبدع والشبهات، لقد دأبوا على تمجيد الأفكار الهابطة، وترويج الأعمال المهلكة المفسدة، وهمهم الأول أن يروا المجتمع متخبطاً في برك الدم وأوحال الأعمال المشينة، لقد تماديتم كثيراَ في الضلال، وركبتم موجة التخريب، التي وجدت ملاذها في أخاديد وخلجان نفوسكم المريضة، لقد سعيتم لإحراز سبق التطرف، فظهرتم علينا مجرمون وقتلة وقاطعي رحم وسفاكي دماء، وأعمال يشيب من هولها الولدان، لقد أسأتم كثيراً للدين والوطن والمجتمع، فهل من عودة حميدة للدين الصحيح القويم، بعيداَ عن التلاعب بالعبارات والألفاظ، والتدثر بأسمال بالية، والتوغل في خلط الأوراق، وإضلال الناس بالكلام المنمق، ووضعهم في منزلة متأرجحة بين منزلتين، في محاولة مكشوفة للإساءة للدين الإسلامي القويم الحنيف.