دخل أشجع السلمي على الخليفة هارون الرشيد في عيد الفطر، فأنشد قائلاً:
استقبل العيد بعمر جديد
مدّت لك الأيَّام حبل الخلود
تمضي لك الأيَّام ذا غبطة
إذا أتى عيد طوى عمر عيد
وعن العيد قال علي الجارم:
تبلّج بالبشرى ولاحت مواكبه
ورفت بأنفاس النسيم سبائبه
أطلّ صباح العيد جذلان ضاحكاً
يمازح وسنان الرحى ويلاعبه
وكيف ينام الليل في صحوة المنى
وقد سهرت شوقاً إليها كواكبه
دخل رجل على أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه يوم عيد فوجده يتناول خبزاً خشناً. فقال: يا أمير المؤمنين، يوم عيد وخبز خشن، فقال عليّ: اليوم عيد مَنْ قُبل بالأمس صيامه وقيامه، عيد مَنْ غُفر ذنبه وشُكر سعيه وقُبل عمله، اليوم لنا عيد، وغداً لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد!!.
لقد فطر الإِنسان على حب الأفراح والأعياد، إِذْ تتزين النفوس وتلبس الدنيا أبهى حللها ويتواصل الناس ويتبادلون التهاني والزيارات التي تدعم أواصر المحبة والإخاء والتراحم.
وللأعياد في الإسلام معنى خاص ومفاهيم سامية يقول د. عبد الفتاح سلامة: يتفرد العيد في الإسلام بما يضفي عليه سمات العلو، والشرف، لأنه من أجل فكرة خالدة ماجدة ولتحقيق هدف نبيل.
ومن أهم المعاني التي بُني عليها الاحتفال بالأعياد في الإسلام: بدء العيد بذكر الله وبالتهليل والتكبير والاجتماع في صلاة العيد والاستماع إلى خطبة العيد.
كان بعض السلف الصالح يظهر عليه الحزن يوم العيد وكان إذا قيل له: إنه يوم فرح وسرور. يقول: صدقتم ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل له عملاً وهو الصوم ولا أدري مني أيقبله أم لا؟!.
ورأى أحدهم قوماً يضحكون يوم عيد الفطر، ويلعبون فقال: إن كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان لم يتقبل منهم فما هذا فعل الخائفين.
قال أبو بكر المروزي: دخلت على أبي بكر بن مسلم رحمه الله يوم عيد، فوجدت عليه قميصاً مرقعاً وقدّامه قليل خروب يقرضه، فقلت له: يا أبا بكر يوم عيد الفطر تأكل الخروب؟ فقال لي: لا تنظر إلى ما آكله الآن ولكن انظر إن سألني: مِنْ أين لك؟ أي شيء أقول!!
ولذا، قال سلفنا الصالح إنّ من الآداب الشرعية للعيد: إظهار التكبير، وإخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد والأكل قبل الخروج إلى الصلاة في عيد الفطر والاغتسال قبل الغدو إلى المسجد والتجمل في هذا اليوم والمشي من طريق والعودة من طريق آخر وإظهار السرور في هذا العيد بما لا يتنافى مع المشروع، والتهاني تكون وفق الهدي النبوي.
يقول أحد الشعراء في العيد:
يُسرّ بالعيد أقوام لهم سعة
من الثراء وأما المقترون فلا
وقال آخر
نُسرّ بالعيد يا ويحنا
وكل عيد قد تولى بعام
وقال الوأواء الدمشقي:
مَنْ سرّه العيد فلا سرني
بل زاد في شوقي وأحزاني
لأنه ذكرني بما مضى
من عهد أحبابي وإخواني
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية