سعد الدوسري
نهتم كثيراً بالإشادة بشبابنا وشاباتنا المبدعين في كافة المجالات، سواء الاختراعات أو الابتكارات أو ريادة الأعمال أو الإنجازات أو حتى الإسهامات الاجتماعية. وفي خضم هذه الإشادات، يجب ألا ننسى المبادرات الإنسانية، التي قد تنقذ فرداً أو مجموعة من الأفراد. ولأن الأم هي أكثر من يضحي من أجل أبنائه، وهي من تخاطر بصحتها ومالها للحفاظ على حياتهم ورفاهيتهم، فلم يكن مستغرباً أن تتبرع السيدة فاطمة يوسف الحمودي، بجزء من كبدها لطفلها بعد معاناته مع مرض الفشل الكبدي.
وتقديراً لهذه المبادرة، فلقد كرَّمت لجنة المتابعة الأهلية في بلدة «الحليلة» التابعة لمحافظة الأحساء السيدة فاطمة، وذلك من خلال زيارة وفدين رجالي ونسائي لمنزل الأسرة وتقديم التهاني نيابة عن الأهالي بمناسبة نجاح العملية، كما قدم الوفدان الشكر وبعض الهدايا وباقات الورد للأم التي ضحَّت بجزء من كبدها لإنقاذ حياة طفلها.
لا بد أن يفتح هذا التكريم المستحق، الباب لجميع شرائح المجتمع، ليكونوا على دراية بأهمية التبرع بالأعضاء، لصالح مرضى الفشل الكلوي أو القلبي أو الكبدي أو الرئوي، والذين يعانون أشد المعاناة، وقد يصل بهم تهديد هذه الأمراض إلى الموت، لا سمح الله. وتجدر الإشارة إلى أن التبرع يشمل المتوفين دماغياً في حوادث، والأحياء الأصحاء. وكل تبرع سينقذ بإذن الله مريضاً، وسيمنحه حياةً جديدة. ولذلك، فإن التكريم للمتبرع هو أقل ما يمكن أن نقدمه لها أو له.