فهد بن جليد
خلال يومين خسرنا شابين بحوادث (غرق مُتشابهة) في بحيرتين، الأول: كان يقضي العطلة مع عائلته في ماليزيا, بينما الثاني (مُبتعث) بولاية (مينيسويا) الأمريكية, - رحمهما الله رحمة واسعة -, كثيراً ما سمعنا بمثل هذه الحوادث المُفجعة غرق (سعوديين, وسعوديات)، سواء كان ذلك في شواطئ بلادنا بعد تأخر حرس الحدود عن التدخل, أو حوادث غرق أثناء الإجازة خارج المملكة على اعتبار أن الإنسان مسؤول عن نفسه في مثل هذه المواقف, مما يطرح سؤالاً حول ثقافة (السباحة) والتعامل مع المياه في مجتمعنا؟!.
أشعر أن نسبة كبيرة منا لا يجيدون السباحة, ولو قمنا بإجراء مسح أو استبيان حول عدد من يجيدون السباحة في المدارس والجامعات (للجنسين), لاكتشفنا أن النسبة الأكبر - لا تستطيع السباحة - لأن تعلم السباحة ليس من ثقافتنا السائدة, لا نعلمه لطلابنا وطالباتنا مُنذ الصغر في المدارس (كنشاط لا صفي), ونسبة من يتعلمون السباحة في النوادي المُتخصصة لا تُذكر , بحكم أن أغلبنا يعيش في مناطق ( صحراوية ) وهذا قد ينسحب حتى على من يعيشون في مدن ساحلية أيضاً !.
العجز عن إنقاذ غريق يُصارع الموت أمامك (طفل, امرأة) هو أشد مراحل الهوان, لحظات فاصلة قد تنقذ حياة إنسان, فما بلك إذا كان الغريق أنت؟ عندما لا تستطيع الصمود في الماء لدقائق؟ لتدفع حياتك ثمناً لثقافة (عدم إدراج) السباحة ضمن الرياضات المدرسية؟ رغم أنها لا تحتاج لأكثر من أسبوع في الفصل الدراسي الواحد, هذا واجب تعليمي برأيي حتى لو كانت المدرسة غير مُجهزة (بمسبح) فيمكن الاستعانة بالنوادي المتخصصة ؟!.
المسألة ليست ترفاً, تعليم السباحة - كما أراه - ضرورة يجب أن تتحملها وزارة التعليم ضمن خططها الجديدة، فهي من أكثر الرياضات الشاملة فائدة للجسم, تريح الأعصاب, تُشعرك بالأمان, وتخلصك من الضغوط, فلم نتأخر في تعليمها لأولادنا ؟!.
علينا أن نتحدث بمسؤولية في هذه المسألة , لعلها تدرج لاحقاً ضمن رياضات المدارس (كركوب الخيل) وغيرها, فهي أهم من كرة القدم التي ينادي بها البعض ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.