د. عبدالله ابراهيم الحديثي
انتقل إلى رحمة الله وواسع مغفرته وفضله بعون الله معالي الشيخ حسن المشاري وزير الزراعة والمياه السابق ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للفنادق والمناطق السياحية سابقاً بعد حياة حافلة بالعطاء الخيري، ومواصلة الأصدقاء، والحدب على الفقراء، وصلة الأرحام والأقرباء. وقد احتفظ بعد تركه للوزارة بصلته القوية بعدد من الأصدقاء الخلص وزملاء الدراسة في القاهرة وأمريكا ودار البعثات في مكة المكرمة، وكان له حكمة شهيرة في مقابلة مع جريدة «الجزيرة» أن أصدقاء المناصب ذهبوا مع المناصب أما الأصدقاء الخلص فهم مستمرون، ولأنني ممن تشرفت بالعمل معه في وزارة الزراعة والمياه سنوات وكذلك في شركة الفنادق والمناطق السياحية فقد كنت على اطلاع وثيق بصلاته وأعماله وسبل السعي إلى أعمال الخير والتوسط فيه لكثير ممن يقصدونه، حيث كان للكثير من الزملاء مكانة اجتماعية مرموقة ومعظمهم في مراكز قيادية، فقد ربطته صداقة عمر ودراسة مع معالي الشيخ محمد أبا الخيل، ومعالي الشيخ إبراهيم العنقري - رحمه الله -،ومعالي الشيخ عبدالرحمن المرشد وكثيرين، والحديث عن أعماله في وزارة الزراعة والمياه يطول فقد كانت لمبادرته الجريئة والعمل الجاد والتخطيط السليم العمل على دمج وكالة المياه التي كانت مستقلة مع الوزارة، وشاركت مع زملاء آخرين مع مؤسسة فورد والسيد استوكي تنظيم الوزارة وإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل التي بدأت نشاطها بإنشاء محطات عملاقة في جدة والجبيل لإمداد الرياض والخبر، ثم إنشاء مشروع إسكان البادية في منطقة حرض وتشكيل مجلس إدارة لها والتي أصبحت فيما بعد مشروع نادك، وكذلك المشروع العملاق الري والصرف بالأحساء، وكان لي شرف العمل في مجالس الإدارة الثلاثة لعدة سنوات بالإضافة إلى عملي في مكتب معاليه، وقد كان لي والزملاء علي المسلم وعبدالمحسن السديري شرف مرافقة معاليه في بعض رحلاته الخارجية وحضور مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة السنوي في روما، كما كان أول مسؤول يقوم بجولة كاملة على مدن المملكة في وقت لم تكن الطرق معبدة وقد وجدنا صعوبات في التنقل في الجنوب، حيث الطرق شاقة وطرق رنية والخرمة وتربه، كما تمت دراسة وضع المملكة من ناحية التربة والمياه عن طريق شركات عالمية قامت بإعداد دراسة موسعة لكافة مناطق المملكة وهذه إحدى إنجازات معاليه، ومراكز أبحاث في جازان والقطيف وديراب والحديث عنإنجازات معاليه يطول ولنا عودة إن شاء الله للحديث عنه إن شاء الله، رحمه الله، وعزاؤنا لأنفسنا وأسرته الكريمة زوجته المخلصة وبناته وأبناء إخوانه وأقربائه تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلف من كل هالك إنه سميع مجيب.