جاسر عبدالعزيز الجاسر
في كل عام تتكرر المشاكل أمام السعوديين الذين يقضون إجازاتهم في البلدان التي يتطلب السفر إليها الحصول على تأشيرات زيارة، وتتفاقم هذه المشاكل أكثر في إجازات الأعياد، كالذي حصل للعديد من السعوديين في إجازة عيد الفطر المبارك، من خلال تحكم (مافيا مكتب التأشيرات) المركز الذي خصص من قبل السفارات، وبالذات الأوروبية، لمنح التأشيرات، فهذا المركز الذي يخدم السفارات الأوروبية المنضمة إلى مجموعة شنجن، إضافة إلى بريطانيا وأستراليا وسويسرا، يدار من موظفين تعاقدت معهم السفارات جلهم من الهنود والبنجلاديش والسيرلانكيين، وعبر هؤلاء الموظفين تكونت شبكة من الوسطاء من نفس هذه الجنسيات التي تستطيع عبر ما يحصلون عليه من تسهيلات من قبل نظرائهم في المكتب من اختصار مدة الحصول على التأشيرة، ومع أن دولاً معينة لا يمكن أن يتم تجاوز المواعيد التي تحددها، والتي لا تتعدى خمسة عشر يوماً، إلا أن إحدى السفارات الأوروبية ومن خارج مجموعة (الشنجن) يمكن أن تمضي الخمسة عشر يوماً، وقد تصل إلى ثلاثة أسابيع والتأشيرة لم تصدر بعد، وقد تكررت هذه المشاكل أكثر من مرة، وبالذات مع الذين يلتزمون النظام ويصدقون (وعود السفارة) والنتيجة يتأخر إصدار التأشيرة، ويضيع حجز السفر، وتتبعه حجوزات الفنادق وغيرها من الالتزامات وبالذات للطلبة المبتعثين الذين يزورون عوائلهم في الأعياد والمرضى الذين لهم مواعيد مع المستشفيات والأطباء.
وبما أن الكلفة باهظة، لأن إعادة حجز السفر تتبعه غرامات، وكذلك ضياع حجوزات الفنادق وما وقع من مشاكل لإعادة الحجز في الفنادق، إن وجدت، فإن المواطن السعودي الذي اكتوى بتلاعب مواعيد إصدار التأشيرة وتعمد تأخيرها يضطر في السنة التي تتبع السنة التي بعدها أن يخضع لمافيا المكتب من سماسرة تسريع التأشيرات وهم معروفون من خلال جنسيات العاملين في مركز التأشيرات.
ورغم أن هؤلاء يشوهون سمعة سفارات تلك البلاد إلا أنهم لا يزالون يرتعون في (مركز التأشيرات) والمتضرر الأكثر هو المواطن السعودي الذي يتعرض للابتزاز، وإن لم يدفع يتعرض لخسارة حجوزات الطيران والفنادق، ومواعيد الأطباء وتأخر الطلبة عن الالتحاق بجامعاتهم دون أن يحصلوا على تعويض من سفارة البلد الذي يعتمد على هؤلاء السماسرة والذين شوهوا سمعة ذلك البلاد واستغلوا السعوديين؛ مما يتطلب معالجة هذا الوضع سواء من قبل الجهات المسؤولة في المملكة التي لا يمكن أن تقبل باستمرار استغلال المواطنين وسفارات البلدان التي أوكلت المهمة لنوعية من البشر لا تقدر الأمانة ولا الضيافة.