أحمد محمد الطويان
نظمت المعارضة الإيرانية خارج إيران مؤتمراً واسعاً للمعارضين لنظام طهران الحاكم في العاصمة الفرنسية باريس، شارك في هذا المؤتمر عدد كبير من المثقفين والسياسيين المستقلين العرب والأميركيين والأوروبيين والإفريقيين، ليشكلوا إضافة مهمة تساند مطالب الإيرانيين بزوال النظام المتطرف الذي أسسه آية الله الخميني في 79 عندما اختطف باسم الدين ثورة الشعب الإيراني.
من السعوديين شارك الأمير تركي الفيصل، والذي تلقى دعوة من المنظمين، وقابله الحضور بهتافات ترحيب وتصفيق حار، ودعي لإلقاء كلمة كانت هامة، وأجاب فيها على هتافات العرب الأحوازيين، والإيرانيين من الأعراق الأخرى بقوله «وأنا أيضاً أريد إسقاط النظام».
تركي الفيصل وإن كان لا يختلف اعتقاده وتفكيره عن ما يفكر فيه الجميع ممن يعرف فظاعات النظام الإيراني، فهو يمثل رأيه الشخصي، ومكانته الثقافية، ولا يمثل بأي حال من الأحوال حكومة المملكة العربية السعودية، فهو رئيس أهم وأقدم مركز للبحوث والدراسات في السعودية «مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث».
واتفق مع من قال: إن النظام الإيراني يهاجمنا صراحة وبلسان الرسميين وبأفعالهم العدوانية وإن مشاركة أمير سعودي له ثقله السياسي والثقافي ستكون ضربة موجعة للنظام الإيراني.
المؤكد بأن النظام الإيراني والذي اعتمد على آلتين إعلاميتين في الحرب علينا، تمثل وجهين سياسيين تطل بهما على العالم، آلة الثورة، وآلة الدولة، استخدم المتحدثان باسميهما أشنع الألفاظ في مهاجمة الحكومة السعودية، والدعوة الصريحة لتغيير النظام السياسي، وزعزعة استقرار البلاد.
والمعلوم بأن طريقة التصريحات الإعلامية الإيرانية تختلف كثيراً عن أسلوبنا، فنحن لا نستخدم الحرب الكلامية، ونترفع عن الأقوال ونركز كثيراً على الأفعال، وتخرج تصريحات الحكومة السعودية من أعلى الهرم الحكومي، من خلال الوزراء ومن في حكمهم، إلا أن الإيرانيين، تخرج تصريحاتهم على لسان ضباط قياديين في الحرس الثوري، ومسؤولين من الصف الثاني في مراكز صنع القرار السياسي في طهران.
ويجب أن لا ننسى ما قاله العميد حسين سلامي الأمين العام للحرس الثوري، والذي طالب صراحة بإسقاط النظام السعودي، وهو مسؤول رسمي، وهو آخر تصريح ضمن مجموعة كبيرة من التصريحات والمطالبات، والتي يردفها فعل إجرامي واستخباري تواجهه السعودية أمنياً واستخباراتياً وعسكرياً بحزم شديد.
اختلف مع من انتقد مشاركة الأمير تركي، واختلف مع من ركز على صفته السابقة كرئيس للاستخبارات، وتجاهلوا موقعه الثقافي والاجتماعي، وبأنه ديبلوماسي سابق ووجه يلقى احتراماً واسعاً لشخصه في المحافل الدولية، وإمارته لم تقدمه في هذا المحفل بل عمله في الشأن الدولي البعيد عن التوجيه الحكومي. واختلافي مع المعترضين يغلفه التفهم الكامل لموقف هؤلاء الزملاء، ورأيي يتفق كلياً مع من يقول بلغ السيل الزبى، ولا بد من موقف حازم بوجه إيران يطلقه الشعب السعودي والخليجي والعربي بكل الأطياف والملل .. نعم، نريد إسقاط النظام الإيراني، وبذات الوقت نحن لسنا دعاة فوضى وقتل وتدمير وقبل كل شيء نحترم الشعب الإيراني وثقافته ونقف مع حقه المشروع للعيش بأمن وتنمية واستقرار.