عثمان أبوبكر مالي
في السابع عشر من شهر رمضان الماضي صدر قرار رئيس هيئة الرياضة بتكليف الأستاذ أحمد عمر مسعود رئيسًا لنادي الاتحاد لمدة عام، بعد أن انتهت فترة الإدارة السابقة، وألغت الهيئة الانتخابات التي كان مقررًا إقامتها، بعد اكتشاف وجود مخالفات إدارية ومالية عديدة، حالت دون استدعاء الجمعية العمومية رسميًّا.
لم يحصل أن تقدم أو كلف رئيس لنادٍ سعودي في ظروف سيئة وأوضاع متردية ورهان خاسر مثلما حصل للمسعود الذي وافق على المنصب، وهو يعرف حجم (النكبات) الكبيرة في النادي، والكوارث المتراكمة؛ فالديون وحدها - وقد بلغت قرابة 300 مليون - تكفي لإبعاد أي إنسان عن قبول مثل هذه المغامرة الخطيرة إلا أن يكون عاشقًا وليس أي عاشق. والرجل وإن كان كذلك إلا أن رغبته في أن لا يرفض طلبًا لشخصية وطنية ورياضية واتحادية حفزته أكثر على الموافقة والقبول. ومَنْ يكُنْ اتحاديًّا حقيقيًّا لا يمكنه بالفعل أن يرفض طلبًا للأمير طلال بن منصور (الرمز الكبير).
تحدي المسعود الكبير زاد إحراجًا وتعقيدًا عندما شرطت عليه هيئة الرياضة تقديم شيك مصدق بقيمة 30 مليون ريال خلال خمسة أيام(!!) لقبول تكليفه بالرئاسة الذي جاء بطلب من كبار أعضاء الشرف مدعومًا بخطاب وقّعه الرمز الكبير.
ولم يوقف أو يضعف ذلك الشرط (الفريد من نوعه) من عزيمة الرجل؛ فمضى قُدمًا في التحدي، وقبول المهمة الصعبة، بعد أن تأكد أن التحديات التي تواجه النادي ليست داخلية أو اتحادية - اتحادية فقط.
ما قام به المسعود لا يقدم عليه إلا عاشق كبير ومحب متيم، ومغامر من الدرجة الأولى، واتحادي مقدر، راغب بالفعل في خدمة الكيان الكبير، وانتشاله، والعودة به إلى المكان الذي يرضي عشاقه وجماهيره على منصات التتويج حيث موقعه الطبيعي.
وعندما أقول موقعه الطبيعي فهو أكثر اتحادي يعرف الطريق إلى ذلك، ويجيد رسمه، ويحسن القيادة إليه؛ فقد حقق البطولات لاعبًا وإداريًّا ورئيسًا، وحصد الألقاب المحلية والإقليمية والقارية، وهو أول رئيس جلب للعميد بطوله آسيوية، وبلغ عدد البطولات التي حققها في فترتي رئاسته السابقتين (تسع بطولات) بالتمام والكمال، رغم أنه لم يرأس النادي سوى أربع سنوات فقط، على فترتين، الثانية كانت مدتها ثلاث سنوات؛ ولذلك أطلق عليه الاتحاديون لقب (الرئيس الذهبي).
المسعود من أول يوم تسلم فيه الكرسي الساخن، ومن أول خطوة بدأ بها، وقرار (الجرد) الرسمي ظهر واضحًا أنه سيعيد لمقعد الرئيس (الهيبة) التي ابتعدت عنه كثيرًا، و(الفخامة) التي فقدها طوال السنوات الأخيرة. وكما قلت في حينه، وما زلت أقول: هنيئًا للاتحاديين عودة (فخامة الرئيس)، وقلت وأقول للمسعود: «كان الله في عونك».
كلام مشفر
* شكرًا للتكتل الذي اختارني لأقدم تباشير للاتحاديين جميعًا عن (بعض) خطواتهم عند البداية، من واقع ثقتهم وإيمانهم، ولو لم أقدم في مشواري الصحفي للاتحاد سوى (بشرى) التكتل التي تناقلها الاتحاديون (الصادقون) بسعادة، قبل أن تصبح حقيقة (وارفة الظلال) رغمًا عن كل (كذاب أشر)، لكفاني فخرًا.
* (فخامة الرئيس) لقب أطلقته على (الذهبي) أحمد مسعود (وهو يستحق). وأستغرب من بعض الاتحاديين الذين (تحسسوا) من اللقب اعتقادًا منهم أن فيه (إسقاطًا) على أحد!!
* من ير ذلك فليقنعني أولاً أن الألقاب الاتحادية المتداولة والكثيرة جدًّا، مثل (الحكيم والفعال والفاعل والماسي والبعبع والمطنوخ) فيها إسقاط، وعلى من؟ ولماذا؟! علمًا بأني شخصيًّا أول من أطلق بعضها.
* الحفاوة الكبيرة بفخامة الرئيس الذهبي لا تعني التسليم بأنه سيقدم النجاح الباهر نفسه الذي سبق أن حققه في فترتيه الرئاسيتين السابقتين، لكن يكفيه اختيار التكتل وثقة الرمز الكبير، ويكفيهم منه القبول والمغامرة والجهد والعمل بصدق.. وفي كل الأحوال (ربح البيع أبا عمر) وكسب الاتحاديون الصادقون.
* نعم، ليس مضمونًا أن يحقق نجاحاته السابقة، ويصطاد البطولات، خاصة إذا اقتصرت فترة رئاسته على عام واحد، لكنه حتمًا سيقدم العمل والجهد والتنظيم وتسديدًا حقيقيًّا للديون، وإعادة ترتيب البيت الاتحادي من جديد.
* بعد أن وضع الاتحاديون أيديهم على قلوبهم خوفًا من تقاسم الأندية الكبيرة للاعبيهم الصاعدين، وبدا أن (الهرماس الصغير) في طريقهم إلى أن يتوزعوا بين الأندية الكبيرة، ظهر (التكتل) الاتحادي المنتظر ليقول كلا، ثم كلا، ثم كلا.
* وبعد أن ظن (واهمون)، لا يعرفون الاتحاد، بل لم يعرفوا الكرة والرياضة إلا في الأمس القريب، أن الاتحاد تحول إلى جدار قصير سيقفزون من فوقه، ويرددون (اللي بعده)، عرفوا قيمته ومكانه، وصغرهم رجاله ووضعوهم في حجمهم الضيق والقصير.