كنت أود أن أكتب هذا المقال قبل أشهر ولكن لظروف الأحداث المتلاحقة في المنطقة والتي تتطلب متابعتها بشكل مستمر والكتابة أيضاً مع ظروف والدتي الصحية شفاها الله، جميع ما سبق هو ما جعلني أتأخر في المقال، ولكن إن يصل مقالي هذا متأخراً خيرُ من أن لا يصل.. لقد انقضت من تولي المحافظ الجديد لمحافظة الأسياح الأستاذ محمد بن علي العريفي ثلاثة أشهر تقريباً وكانت النتائج مبشرة بخير وجيدة ووجدت ترحيباً بالغاً لدى الأوساط الاجتماعية في محافظة الأسياح؛ لكن هذا لا يشفع أن نبصم بالعشرة على نجاح محافظنا الجديد فالحكم مازال مبكراً فلو نرجع بالذاكرة قليلاً للوراء للمحافظ السابق الأستاذ سليمان البحيري، والذي شهادتي فيه مجروحة، فهو المسئول الذي يعمل بقلب مواطن مخلص، فهو الصديق الوفي والرجل العملي، سوف نجد أن الأستاذ البحيري تواصلت نجاحاته المستمرة وعطاءاته المتدفقة حتى مغادرته، وذلك من خلال ما قام به طيلة السنوات الأربع والتي كان بها محافظاً للأسياح وتطور المحافظة وإيجاد الكثير من الدوائر الحكومية على يديه شاهد على ما أقول كما أنني أعلم أن البحيري وحده لن يستطيع أن يعمل شيئاً وأن يحقق ذلك النجاح المشهود من دون أن يساعده الجميع سواء زملاءه مديري الدوائر الحكومية وأهالي المحافظة وهذا هو ما أطلبه من الجميع عبر هذا المقال هو إن يقف الجميع مع محافظنا الجديد العريفي فالجميع يعلم أن العريفي عُرف عنه النشاط والتواضع وتقبل النقد، من خلال عمله السابق في إمارة منطقة القصيم أو حينما كان محافظاً لمحافظة ضرية بناءً على ما نقله لي زملائي في المجال الإعلامي هناك إذن نستطيع أن نقول الأسياح مع العريفي مقبلة على صفحة جديدة مشرقة بالنهوض في كافة المجالات ولكن بشرط التعاون مع العريفي يداً بيد، من الجميع كما أنه يوجد ملفات هامة على طاولة العريفي يجب الاهتمام بها قدر المستطاع،. فمحافظة الأسياح محافظة كبيرة ويوجد بها أكثر من ثلاث عشرة قرية وهجرة تقع على طريق واحد وهو طريق الملك عبد العزيز يمتد لأكثر من 70 كيلوا متراً فمن الملفات المهمة التي أضعها على طاولة المحافظ الجديد هي، كالتالي: يجب توفير عدد من فروع القطاعات الحكومية والخدمية والاهتمام بالبنية التحتية للمحافظة وتطوير عمل بعض الدوائر الحكومية، وذلك من خلال الجولات المفاجأة، وليست الزيارات المعدة مسبقة والحاجة لمتابعة مشاريع المحافظة مع المسئولين وطلب التقاريرن الجهات المعنية فيها واستمرار المتابعة من المسئول الأول والذي يمثله من على رأس الهرم سعادة المحافظ، فهي بحد ذاتها كفيلة بحرص المسئولين بالمحافظة على سرعة الإنجاز كما من الملفات التي أطالب بها إيجاد منتدى بمركز المحافظة لطرح الآراء من الجميع لدراستها وبلورة النافع منها كما من الملفات الهامة الاهتمام بفئة الشباب بالمحافظة بشكل عام ولجنة شباب الأسياح التي شكلت مؤخراً بشكل خاص ومشاركتهم في صنع القرار بما يخص تطور المحافظة فهم عماد المستقبل والسعي إلى إيجاد مستثمرين بالمحافظة من كبار التجار والنظر العاجل في مشكلة أبراج الاتصالات وضعف الشبكة وكأننا مازلنا في الزمن القديم والنظر السريع في المشكلة والتي يعاني منها بعض مراكز المحافظة وهي الانقطاعات الكهربائية المتكررة مع حلول فصل الصيف، فهي معاناة تتكرر سنوياً ولا يوجد حل كما أني أطالب بالسعي في إنشاء جسور للمشاة وخاصة على طريق الملك عبد العزيز في بلدة البندرية وبلدة الخصيبة وعبر طريق الملك فهد ببلدة عين ابن فهيد وفي بعض الطرق الخطرة بدلاً من وسائل التهدئة والمطبات التي تجعلنا نراجع الورش بسيارتنا بشكل دائم وإيجاد حلول للازدحام في الشارع التجاري بعين ابن فهيد أمام المحلات التجارية والبنوك الوحيدة المتوفرة بالمحافظة بمساحته الضيقة فهو يشهد اختناقات مرورية وفوضى عارمة جداً كما هناك ملف هام جداً وهو إنشاء فروع نسائية للبنوك المحلية،، كما يُرجى السعي لتوفير مركز مخفر شرطة ببلدة الخصيبة، وذلك نظراً لكبر مساحة البلدة واتساعها وفي حال توفير مخفر شرطة أيضاً سوف يخدم المراكز القريبة من البلدة ويخفف الضغط عن مركز شرطة المحافظة والنظر في طريق يختصر المسافة والممتد من مركز البندرية إلى عسيلان بريدة بطول 19 كيلوا متراً وإضافة أقسام جامعية في كلية العلوم والآداب بالمحافظة، وإيجاد فرع لجامعة القصيم (بنين وبنات) وتحقيق مطالب الأهالي بافتتاح مدرسة ثانوية للبنين ببلدة ضيدة والتي مضى على المطالبة فيها أكثر من عشرين عاماً حيث يتخرج سنويا من الكفاءة المتوسطة بها بين 20-32 طالباً ويعاني أولياء أمورهم من التردد لأقرب ثانوية وقد حصلت عدة حوادث وإصابات لبعض الطلاب وذويهم والبعض لم يكملوا الدراسة الثانوية بسبب التكاليف المادية التي يحتاجونها لإكمال دراستهم وحسب ما وصلني أنه يوجد مبنى يستوعب ومجهز للمرحلة المتوسطة لاستيعاب المرحلة الثانوية كما لا يفوني أن أطرح ملفاً هاماً جداً على طاولة سعادة المحافظ وهو احتياج الأسياح لازدواجية طريق ضيدة أبالورود، فهو يحتاج لمتابعة ودعم لتنفيذه فالطريق مزدحم بالمسافرين والشاحنات وفيه حفر ومنخفضات خطرة ومشاكل أثناء السيول وشهد حوادث مميتة وأيضاً النظر في طريق أبالورود قبة والخطر الذي يشكله حيث أطلق عليه الكثيرون اسم طريق الموت وكثرة الجمال السائبة عبر هذا الطريق وأيضاً من تلك الملفات الهامة هو متابعة نادي الأسياح الرياضي ودعمه مادياً ومعنوياً والسعي لتطويره للأفضل، والنظر في معاناة أهالي التنومة والخصيبة بإزالة مشروع الدواجن الذي يهدّد صحتهم نتيجة الروائح الكريهة حيث يجاور المنازل السكانية بعد التمدد العمراني في السنوات الأخيرة.
ومن الملفات تنظيم مهرجانات صيفية وشتوية بالمحافظة بدلاً من أن يتنقل الأهالي للمهرجانات والمقامة في المدن المجاورة وخاصة ونحن مقبلين على إجازة صيفية طويلة مما يجعلني أطالب بالمهرجان بشكل ملح وجعل ذلك المهرجان الصيفي يليق بالحديث وليس المهرجان إهداراً للوقت والمال فقط بل يجب تفعيل الجانب الإعلامي فيه وإيصال رسالة للجميع بما يقدمه المهرجان ومن خلاله التطرق للأسياح ومنجزاتها ويأتي ذلك من خلال كوادر إعلامية خبيرة بالمجال الإعلامي تجمع فن الصياغة التحريرية للمادة الإعلامية وفن الدعاية والتسويق لمشاهدة المهرجان والدعاية للمحافظة بشكل يجعل القارئ شغوفاً للحضور وقبل ذلك للاستمتاع بمشاهدة مادة إعلانية للمحافظة بعيداً عن الاجتهادات التي تحصل حيث أقول بكل حرقة أنه من المؤسف جداً حتى الألم وجود أناس متحمسين لخدمة المحافظة إعلامياً لكن ينقصهم الخبرة فهم بدلاً من أن يحسنوا للمحافظة يسيئون لها من غير قصد وذلك بسبب أقلامهم المهترئة والضعيفة والتي تظن نفسها أقلاماً ناجحة بينما واقعها للفشل أقرب فالصحافة رسالة وأمانة لا يعرفها إلا الحاذقون وهذا ما يجعلني أطالب بدورات لتطوير المهارات وأن تكون هناك دورات مكثفة من قبل المهنيين وأصحاب التجربة في هذا الميدان وذلك لتوضيح الصورة الحقيقية لمهنة المتاعب في الصحافة وأن القلم أمانة وليس مشاعراً، وخواطر تمليها النفس، فالإعلام شريك أساسي ومهم في مسيرة التنمية وهذا كل ما أريده، أن يكتب عن الأسياح ونهضتها واحتياجاتها بعيداً عن الشخصنة أو الكتابة فقط لمجرد الكتابة وظهور اسمه بعيداً عن المصلحة العامة التي تخدم محافظتنا الجميلة.
كما أتطرق للمهرجان مرة أخرى وأقول يجب أن يكون من خلال المهرجان متعة التسوق بمشاركة حركة البيع والشراء بطريقة تخدم المتنزه والمتسوق في نفس الوقت وانتظروني في ملفات هامة قادمة ومنها ضرورة وجود مركز غسيل كلى بمركز صحي التنومة، وتطوير جوامع ومساجد الأسياح وفرشها وتجهيزها ونظافتها وحاجة المحافظة إلى جمعية لمربي الماشية تخدم مربي الماشية بتوفير الأعلاف وغيرها في ملفات قادمة من هموم المواطنين سوف أطرحها على طاولة المحافظ في مقال قادم، وفي الأخير لا يفوتني أن أشكر صحيفة الجزيرة التي أعطتني طيلة عدة عقود ماضية كاتباً متواصلاً معها مساحة واسعة تشكر عليها وأشكرها على ثقتها بقلمي متمنياً أن أكون عند حسن ظن الجميع، ومن هذا المنبر الإعلامي الكبير أؤكد لجميع القراء الكرام أن ابن الأسياح محمد القبع سيظل صاحب رأي واضح وصريح وشفاف، رضي من رضي وأبى من أبى، علماً أن الاختلاف لا يفسد للرأي قضية... وعلى المحبة نلتقي..
- إعلامي ومدير تحرير صحيفة القصيم نيوز