خالد بن حمد المالك
لم يهدأ الحديث عن الرؤية 2030 بعد، وستظل المتابعة لها قوية ما بقيت مخرجاتها وما ينبثق عنها بمثل ما رأيناه عند الإعلان عن برنامج التحول الوطني 2020، وسيكون تأثيرها واهتمام الناس بها أكبر بكثير عندما تبدأ المشروعات بالتوالد، وعندما يزداد عدد الاتفاقيات التي يتم توقيعها مع الشركاء الأجانب للاستثمار بالمملكة، بحسب ما رأيناه وتعرفنا عليه في زيارة سمو ولي ولي العهد التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية.
* *
لقد حركت الرؤية اهتمام المواطنين بمستقبل بلدهم، وتفاعلهم مع النقلة القادمة الموعودة بها المملكة العربية السعودية، وشعورهم بأن هناك حراكاً يجري على الأرض بزخم كبير خلاف ما اعتادوا عليه، وأن تجربة جديدة لم يألفوها تمر الآن أمام أنظارهم بوضوح وشفافية، بما لا يمكن القول بعدم المعرفة بكل التفاصيل التي تحيط بها، خاصة وأن الشفافية تعد جزءاً من الإستراتيجية التي تعتمد عليها الرؤية وما انبثق عنها.
* *
صحب ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -مبكراً- مواطنون إلى ورشة عمل قبل الإعلان عن الرؤية، شارك فيها كل الوزراء والمهتمين من كل القطاعات والثقافات المختلفة بآرائهم ومقترحاتهم ووجهات نظرهم، ثم أعلن مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين عن إقراره الرؤية، وتالياً ظهر الوزراء أمام وسائل الإعلام ليتحدثوا عنها، مجيبين عن المداخلات والأسئلة، كل عن وزارته وفقاً لما كان موضوع تساؤل واستفسار عنها، وبالذات بعد إقرار برنامج التحول الوطني 2020، وهو ما لفت أنظار جميع المواطنين إلى أنهم أمام تغيير إيجابي حقيقي في كل شأن رغم انخفاض أسعار البترول.
* *
كان الانتقال الأهم في هذا الحراك، والجدية التي يمكن أن يوصف به ما يجري منذ ذلك الحين وإلى اليوم، عندما بدأ برنامج التحول يأخذ طريقه من الحلم إلى الواقع، ومن الورق إلى التنفيذ، وهو ما يمكن قياسه بما جرى في زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانت هناك اجتماعات مكثفة لسموه على مدار الساعة مع المسؤولين في القطاعين العام والخاص، وتحديداً في واشنطن وسان فرانسيسكو ونيويورك، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، كما تم التوصل إلى مجموعة من التفاهمات مع الشركات الأمريكية العملاقة.
* *
الأهم من ذلك، التفهم الأمريكي الذي صاحب ما شرحه الأمير لهم عن الرؤية، وعدم ترددهم في دعمها، وتأكيدهم بأنهم لا يتحفظون على شيء فيها، وأكثر من ذلك حين قال الرئيس أوباما ما معناه: إن على الدول الأخرى أن تستفيد منها، ما يعني أن خطواتنا هذه تسير وفق ما رسم وحدد لها، وأن ما بشر به الأمير محمد بن سلمان من قبل ها هو الآن يتحقق على الأرض، وأن الاستثمار في المملكة أصبح جاذباً ومشجعاً للشركات الأمريكية العملاقة، بدليل توقيع عدد من الاتفاقيات خلال الزيارة الأميرية لأمريكا مع عدد من الشركات الكبرى للاستثمار بالمملكة.
* *
وخلال عودتي -بالمناسبة- من فرنسا إلى المملكة مع مجموعة من أصحاب المعالي الوزراء والمستشارين في الطائرة الخاصة لسمو الأمير محمد بن سلمان الذي شرّفني سموه بأن دعاني لأكون ضمن المرافقين، كنت أتحدث مع عدد من أصحاب المعالي على انفراد مع كل منهم عن التغيير القادم الذي ينتظر المملكة، وكان من بين ما لفت نظري ما قاله لي معالي المستشار ورئيس الهيئة العامة للترفيه أحمد الخطيب بثقة عن هيئة الترفيه، وما يمكن أن تقدمه للمواطنين والمقيمين من خدمات ليس لها وجود الآن، متفائلاً بأن إنجازات كبيرة ومهمة ستتم، وأن الدراسات والتخطيط لذلك بدأ مبكراً، وأنه تم التعرف على تجارب الدول الأخرى، وأن ما يناسبنا عندهم سوف يتم محاكاته، مشيراً إلى متابعة الأمير محمد بن سلمان شخصياً لكل الخطوات، وأن الرؤية تلقي بظلالها لإنجاح مشروعات الترفيه بالمملكة.
* *
لم أذكر لكم كل ما قاله الأستاذ أحمد الخطيب، ولم أقل لكم ما قاله بالنص، ولكن هذا فحوى بعض ما قاله لي بشكل سريع، مؤكداً معاليه أن ورش عمل، واستطلاع رأي، ستكون ضمن إستراتيجية التحضيرات الأولية لقيام الهيئة ومولد مشروعاتها، وأحمد الخطيب هو أحد الشباب الكفء الذين يعوّل عليهم في إحداث نقلة نوعية في توفير عناصر ومقومات الترفيه المناسبة التي بسبب غيابها أصبح المواطنون في وضع من هم مضطرون للسفر إلى الدول القريبة والبعيدة للاستمتاع بالأجواء الترفيهية التي تناسبهم مما هو موجود هناك، بأمل أن تكون هيئة الترفيه إلى جانب هيئة السياحة عاملي جذب للسياحة في المملكة ممن كان يتردد بالإقدام على زيارتها لخلوها مما يشجع على ذلك، وتشجيع ممن يقيم فيها من المواطنين وغير المواطنين للبقاء والاستمتاع ترفيهياً بما هو قادم دون حاجة إلى السفر إلى الديار البعيدة أو القريبة.