محمد أبا الخيل
انتقلت بنتي (رند) للصف الثاني ثانوي وكانت تطمح أن تنضم في هذا الصيف لبرنامج مؤسسة الأمير محمد بن سلمان (مسك) المشترك مع جامعة هارفرد لإعداد القادة، ولكونها تنوي دراسة الهندسة المعمارية عندما تدخل الجامعة فقد انظمت لبرنامج في جامعة (UCLA) مخصص لإعداد طلبة مرحلة الثانوية لدراسة الهندسة المعمارية عند تخرجهم من الثانوية، هذا البرنامج تقدمه الجامعة في كل صيف وينظم له زهاء (2000) طالب وطالبة من مختلف بلدان العالم.
مؤسسة (مسك) كانت رائدة في تبني تنظيم برامج تهدف لتطوير قدرات الشباب الفكرية والقيادية والإبداعية، بالاشتراكات مع مؤسسات تعليمية عريقة مثل جامعة هارفرد في أمريكا وجامعة إنسياد في فرنسا إلى جانب تبنيها مبادرات تديرها بصورة منفردة، وتتميز (مسك) بكونها مؤسسة حضارية تستهدف الشباب في تنمية قدراتهم فنشاطاتها تشمل التعليم والثقافة والإعلام وهي بذلك تعتبر أكثر مؤسسات المجتمع المدني اهتماماً بتحقيق (الأمن الفكري). فالمؤسسة تشرف بصورة مباشرة على مدارس الرياض والتي تعتبر منارة للتعليم العام ويرتادها الآلاف من الطلبة والطالبات في مختلف مراحل التعليم وللمؤسسة مبادرة حديثة في التعليم النوعي تتمثل في (مدارس مسك).
في كل عطلة صيف يجد ملايين الطلبة والطالبات في المملكة أنفسهم في مساحة كبيرة من الوقت الفارغ من الدراسة والتحصيل المعرفي لذا يمارسون خلاله نشاطات مختلفة، بعضها منظم ومفيد، وبعضها مهدر للجهد والوقت وغير نافع، لذا يحرص كثير من الأهالي لإلحاق أبنائهم في برامج تعليمية مفيدة تكسبهم قدرات لغوية أو مهارات مهنية أو مخيمات صيفية تستهلك وقتهم في نشاطات تبرز قدراتهم القيادية والفكرية. والبعض يلحق أبناءه في جمعيات ومؤسسات نفع عامة يتطوعون خلالها في نشاطات نفع اجتماع وبيئي، ولكن معظم الطلاب والطالبات لا يحظى بتلك الفرص فيستهلك الوقت المتاح بنشاطات تلقائية عشوائية دون رقابة أو إشراف بالغ في معظم الحالات، هذه الفئة من الطلاب والطالبات هم الأكثر عرضة لنشاطات جماعات الأدلجة الفكرية المنحرفة وجماعات التجنيد للفئات الظالة.
الجامعات السعودية وخصوصاً الحكومية منها ضعيفة في تبني برامج إعدادية للطلاب ما دون التعليم الجامعي، فجل نشاطاتها الصيفية على محدوديتها هي نشاطات أكاديمية أو تكميلية مخصصة لطلاب الجامعة، وحيث أن التعليم والجامعات يجب أن تكون الخط الأول في حماية الشباب من الانحرافات الفكرية، فلابد أن يكون لها دور فاعل وبارز في ذلك وحيث أن مؤسسة (مسك) مؤسسة حضارية لها خبرة وتميز في إدارة مبادرات تطوير وتهيئة الشباب، لذا ربما يكون من الملائم أن تقوم (مسك) بريادة جديدة تتمثل في وضع برنامج وطني عام يتمثل في التنسيق مع الجامعات السعودية والمدارس النوعية في أنحاء البلاد لتصميم برامج إثرائية أو تعليمية إعدادية في مختلف التخصصات تتاح لطلاب وطالبات التعليم العام وتكون برامج نوعية عالية النفع، وتكون مدفوعة التكلفة تتكفل بتكاليفها مؤسسات وشركات القطاع الخاص من خلال برامج الرعاية والمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص، وتكون مؤسسة (مسك) هي المنظم والراعي لتصميم وجودة وفاعلية هذه البرامج.
أقدم هذا المقترح لأنظار صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بوصفه صاحب الريادة والمؤسس والراعي لمؤسسة (مسك) وبصفته رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، أعانه الله ووفقه لكل خير.