«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
الستائر هذه القطع القماشية لا يخلو أي بيت من بيوتنا من وجودها فيه.. صحيح قد تختلف أنواعها وأشكالها لكنها في الأساس هي عبارة عن قطعة من النسيج يستعمل كحاجز أو ساتر، لغرض حجب الضوء أو تطفل الآخرين أو الغرباء، ولمنع تيارات الهواء وحتى الغبار. ومنذ حياة الإنسان البدائي في الكهوف كان يضع على مدخل الكهف قطعة من فروة الحيوانات التي قام باصطيادها وأكلها، وبعد ذلك استخدم الفروة أو الجلد كساتر وحاجز.. ومع تطور وتنامي الحياة تطورت عملية صناعة الستائر، فراح الإنسان يقوم بحياكة الستائر من الصوف والكتان وبعض أنواع ألياف النباتات.. وفي عصور النهضة في أوربا نجد نماذج رائعة ومتميزة للعديد من الستائر الفاخرة والتي أبدع في صناعتها الحرفيون وأصحاب فن الحياكة.. لقد دهشت وأنا أشاهد في قصر (فرساي) في فرنسا لماري أنطوانيت تلك الستائر الغنية بالجمال والروعة وحتى التصميم والتطريز. أكانت في أروقة القصر الفخم أو غرف نوم الإمبراطورة أو غرف كبار أقاربها ومعارفها.. ومازالت تصاميم القرون الوسطى سائدة حتى اليوم ومطلوبة لعشاق التصاميم «الكلاسيكية» والتاريخية، حيث البذخ في التفاصيل والإكسسوارات المختلفة من مقابض أو حلق أو حتى معلقات.. ولقد تغيرت أذواق العديد من الناس واتجهوا مع (الموضة) وكل ما تقدمه لهم من تصاميم جديدة ومبتكرة فدخلت مواد عديدة في صناعة الستائر. بدءاً بالمواد البلاستيكية والخشبية، مروراً بالأسلاك ورقائق الألمنيوم. وألياف الحبال المجدولة، ووصولاً إلى الأقمشة الجلدية والحرير والساتان. وما على صاحب البيت أو القصر أو حتى المكتب إلا تصفح عشرات «الكتالوجات» والبروشورات التي تجعل المشاهد لها يختار ماذا يختار.. وهنا يأتي الرأي الآخر، رأي صاحبة الشأن، سيدة البيت وبناتها فهن صاحبات القرار في الاختيار وهل تناسب هذه الستارة «الإستايل» الذي تم اختياره ليكون العنصر الأساس في أثاث البيت ومنها الستائر.. لذلك تلجأ بعض السيدات ليكون التصميم مناسباً للون الأثاث، من كنب أو مقاعد أو صالون متكامل. والحمد لله بلادنا باتت تضم المئات بل نستطيع نقول الآلاف من المحلات المتخصصة في خياطة وإنتاج الستائر المناسبة لكل ذوق، المهم تحمل المبالغ التي سوف تتضمنها فاتورة الأثاث كان الله في عون رب البيت.. الذي سوف يدفعها ويده في جيبه.. وبالمناسبة وقبل العيد تكثر عملية تجديد الأثاث وستائر البيت لمن لديه بحبوحة من الال.. ونزولاً لرغبة المدام أطال الله في عمرها، فهي عادة تحب التجديد مع كل عيد.. والمدهش أنك تستطيع وعبر الإنترنت أن تطلب الستائر وبمختلف المقاسات التي تصنع لك فوراً وما هي إلا أيام وتصلك من خلال بريد الشحن. وتنتشر عبر الشبكة العنكبوتية مئات المواقع المتخصصة في تصنيع الستائر من داخل المملكة والخليج والخارج. وبإمكانهم أن يضعوا لك صور أولادك أو لوحات تحبها من بيئتك أو تختار ما يتوفر لديهم من ستائر متعددة جاهزة للإرسال وحسب المقاسات التي تحتاجها. والجميل أن الستائر الحديثة تتسم بنقلها للطبيعة والجمال، فهناك ستائر من وحي البحر أو اللوحات الفنية أو حتى ما يناسب طفلك من رسوم عالم ديزني.. التي تنثر البهجة لدي الأولاد والبنات.. وكل ستائر عيد جديدة وأنتم بخير.؟!