فهد بن جليد
لا أعرف ما الذي يُعجب هواة (مُطاردة الثيران) في الأمر؟! ثور هائج ينطح (رجلاً أو أكثر) بل يُحطم كل شيء أمامه، فهو لا يعرف من هو غريمه بالضبط لذا يريد النزال والقتال ويعتقد أن كل من تقع عليه عينه هو (عدو) سواء كان يحمل خرقة حمراء (كما نعتقد) أو اعزل على زاوية جدار، النتيجة وفيات وإصابات ثم ابتسامات، وربما تم قتل الثور في نهاية المشوار اتقاءً لشره، والله يكفينا شر (الثيران) عندما تخرج عن السيطرة، فلا يمكن أن يلوم أحد (الثور) لماذا هو (ثور)؟!.
الجديد بالنسبة لي كوني أفتقر لثقافة (الثيران والبقر) على حساب ثقافة (الإبل والغنم) بحكم البيئة، هو في وصول هذه المسابقة إلى (البحار و الشواطئ)، بحيث يتم استثارة (الثور) على اليابسة أولاً، ليُطارد الناس حتى يصلوا للمياه على الشواطئ، ليرمي (الثور المسكين) نفسه في البحر على آثارهم، ورغم أنه يُكابد عناء السباحة، إلا أنه يبقى مُصراً على موقفه العنيد (بالمُطاردة) في الأرض أو في البحر ليؤكد أنه (ثور)، قرأت عن هذه الرياضة مؤخراً في بلدة (دينيا الإسبانية) تحت مسمى (بوس آلا مار Bous a la mar) وتعني (الثيران في البحر)، الإسبان هم أصحاب الريادة في (رياضة الثيران) كما هو معلوم، وعلى ما يبدو أننا في بعض دول الخليج حاولنا استنساخ التجربة؟!.
بحيث يتم قصر الصراع هذه المرة بين (الثيران) أنفسها، بينما الناس تحتسي (الكرك) و تتفرج عن بُعد لتستمع، وقد تهرب أحياناً عندما يخرج أحد الثيران عن السيطرة!.
الله يستر لا يتطور الأمر، ونستبدل مزاين الإبل (بتناطح الثيران) ؟ بحجة البحث عن الإثارة والمتعة والمُنافسة والهياط، أحدهم اشترى ذات مرة -على ذمة رويتر- ثورين بأكثر من (مليون ريال)، حتى يُقال (ثور فلان) يكسب، (خوش ثور) والنعم فيه، (نطحته والقبر)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.