جاسر عبدالعزيز الجاسر
المشاركة الكثيفة للعديد من القادة السياسيين والمفكرين والإعلاميين من مختلف الدول في مؤتمر المعارضة الوطنية الإيرانية الذي عقد في باريس، وتميز بمشاركة شبه رسمية للدول الأوروبية والعربية انعكس كثيراً على المشاركين من الإيرانيين الذين حضروا من مختلف الدول ممثلين للجاليات الإيرانية التي شرد أبناءها ملالي إيران والذين أصبحوا يقيمون في كل بقاع العالم فممثلي الشعوب الإيرانية من مختلف الطوائف والقوميات شعروا هذه المرة بتعاطف ومشاركة الأحرار والشرفاء من مختلف الدول طموحاتهم وأحلامهم بالتخلص من نظام ظالم وفاسد ومخرب وقاتل لكل ما هو جميل وإنساني، وقد امتدت حالة التفاعل والشعور بالثقة والاعتزاز من داخل قاعة مؤتمر باريس إلى داخل إيران، حيث تجاوبت العناصر الثورية والثائرة إذ شهدت الكثير من الأقاليم الإيرانية العديد من الانتفاضات والمواجهات بين المنتفضين الإيرانيين وبالذات الأكراد والعرب، وبين قوى القمع من عناصر الحرس الثوري القمعي وأفراد الباسييج المشكل أصلاً لإيذاء الإيرانيين، فقد تأججت في إقليم كردستان الإيراني وشهدت مدن عدة في الأقاليم مثل كمريوان وسقز وسردشت ومهاباد وأرومية دعوات للأحزاب عن العمل حدد له اليوم الأربعاء وشهدت هذه المدن توزيع «مناشير» وإلصاق دعوات في الأماكن العامة، كما استمرت المواجهات والمعارك بين الثوار الأكراد في المرتفعات والجبال المتداخلة مع الحدود العراقية، وقد اتسعت المعارك بين الأكراد والحرس الثوري الإيراني مما يهدد بامتدادها إلى داخل إقليم كردستان العراق وهو ما سيحرج جماعة جلال طالباني الذين يتواطؤون مع نظام ملالي إيران على حساب الأكراد الإيرانيين والعراقيين معاً.
التوتر والمعارك التي يشهدها إقليم كردستان إيران تتزامن مع ما يشهده الإقليم العربي «الأحواز» حيث تتواصل انتفاضات الثوار العرب فبعد التفجيرات التي شهدتها المدن العربية الساحلية تفجرت انتفاضة كبيرة تهدد بتحويلها إلى ثورة في مدينة النعمانية التي تعد ميناء تصدير الغاز الإيراني الذي ينتج من الأراضي العربية ويحرم من إيراداته أهالي الأحواز العربية.
وانعاكساً للحالة المعنوية العالية للمعارضة الإيرانية الوطنية نشط الثوار الإيرانيون في العديد من المدن والمناطق بما فيها العمق الفارسي حيث رصد المراقبون حالات من التمرد والعصيان في مدن مشهد وطهران وأصفهان، وأن هناك مؤثرات مؤكدة على قرب اندلاع ثورة عارمة في عموم إيران تمتد لتشمل إضافة إلى إقليم كردستان إيران وإقليم الأحواز العربي، أقاليم بلوشستان والأقاليم الشمالية الشرقية التي يقطنها الأذريون والتركمان إضافة إلى نذر الثورة في مدن طهران ومشهد وأصفهان، وجميعها تؤكد أن الإيرانيين جميعاً قد حزموا أمرهم على التخلص من ملالي إيران ونظامه القاتل.