رمضان جريدي العنزي
الحسابات العدائية الوهمية الكثيفة والتي تتحدث بالشأن والقضايا المحلية كلها تُدار من خارج المملكة، هدفها الرئيسي تشويش وتشتيت المجتمع والنيل منه والإخلال بالأمن والأمان والتعايش والمسيرة، وذلك عن طريق بث الإشاعات، وفق إستراتيجية معينة لتفكيك نسيج المجتمع والنيل من قدراته ولحمته ووحدته وسلامته وإنجازاته، ونشر الفكر الضال ومحاولة التشكيك وزرع الظنون والتأولات والتهويل، إن مواقع التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها وفّرت لهؤلاء الأعداء العبثيين الخفافيش بيئة خصبة لنشر الخزعبلات والكذب والبهتان والزيف والتدليس، إن هؤلاء الأعداء أصحاب المعرفات الوهمية تسلطوا على بلادنا تشويهاً وإفساداً وزيفاً، وخلطوا الحابل بالنابل، إن الأرض والشجر والبيد والجبال وجهات بلادنا الأربع، وكل ما هو جامد ومتحرّك، ينطق بأن هؤلاء العبثيين، رواد في الكذب والتنجيم وضرب الرمل والودع، عبثيون درّبهم الأعداء وخرّجوهم، وجعلوهم يخورون ويجولون في الساحة بلا توازن، اشتراهم الأعداء مؤقتاً وسيبيعونهم لاحقاً بثمن بخس كما كانت تُباع الأسمال الرثة البالية، مشتتين بين النفاق والتزوير والدجل، أدوارهم سليبية بغيضة في إثارة الفتن الطائفية والعرقية والمناطقية والقبلية، يريدون أن يعيدونا إلى العصور البدائية، حرباً وقتلاً وتناحراً وتطاحناً وشرذمة، ثقافتهم التأويل والتشكيك والتنفير، أمراض بشرية خبيثة انتشرت بشراسة، ليقذفوا علينا بما يشبه السم الزعاف، ليس لهم لياقة لافتة، لغتهم متدنية، وأسلوبهم رخيص، لقد لعب هؤلاء العبثيون دوراً إعلامياً سيئاً، لا يعرفون المفردات الهادئة النظيفة، لكنهم يجيدون مفردات الشتم، وجمل الوقاحة، سفهاء يؤطرون للفتن والتشرذم، ليفرّقونا إلى طوائف وقوميات وفئات وأحزاب ومجاميع، أفاعي قرعاء، ألسنتهم ملوّثة، عملاء بامتياز للأعداء والمخابرات الأجنبية، يعيشون الفوضى والانفلات الأخلاقي ومشاكلهم النفسية جمّة، في قلوبهم حقد، ومفرداتهم شعوذة، ويعيشون في مناطق السواد، مشاعرهم الإنسانية لم تتحرّك، وأحاسيسهم لم تستيقظ، وضمائرهم ميتة، وخالين من واو العطف، لأن لا وجود للعاطفة في قلوبهم التي أصبحت أقسى من الصوان والحجر، أباليس تختفي تحت ثياب الإنسان، أفاعي تحوم حول الرقاب، في دواخلهم براكين من الحقد والغل والحسد، لهم أجساد لكن ليس لهم أرواح، يحاولون أن يزرعوا بيننا بذور الشقاق والتشرذم ليفصلونا عن بعضنا البعض، ويخططونلتقطيع وطننا إلى أجزاء وأقاليم وحارات متنافرة ومتباغضة، ويتعاملون معنا وكأننا خارج دائرة العقل والمنطق، يحاولون باستماتة بمعاول هدمهم أن يدمرونا ويبعثرونا ويشتتونا ويمزقونا، ويستميتوا أن تكون الفوضى الخلاَّقة هي الإعصار الذي يحمل بذور الشر والهدم والخراب والتشتت والتيه والضياع الكبير، لكن لم يعلم هؤلاء العبثيون أصحاب المعرفات الوهمية بأننا مثل بحيرة النار والكبريت، ولنا قبضة تشبه الحديد، ولن يفلحوا أبداً، ولا قيد أنملة، ولا مثقال ذرة، ولن يتمكّنوا في الوصول إلى أهدافهم ومبتغياتهم البغيضة ومخططاتهم الشريرة، ولن يكون لأصواتهم البغيضة صدى بيننا، ولا لمواقعهم الصفراء حضور.