عبد الكريم الجاسر
يختلف الكثيرون حول تحديد أيهما أهم بالنسبة للفريق الناجح أهو مدرب جيد أم عناصر جيدة..؟! حيث تتفاوت الآراء وتختلف الرؤى كل يرى الأهمية من وجهة نظره.
فعلى سبيل المثال هل يكفي أن يكون لديك لاعبون جيدون لتحقق الألقاب أو لنقل لتلعب جيداً؟! أم تحتاج إلى مدرب جيد يمكن أن يطور اللاعبين ويخلق أسلوب لعب ويشكل فريقاً مترابطاً متجانساً قادراً على الفوز وتحقيق الألقاب وفقاً لإمكانات لاعبيه؟!
في الواقع ومن وجهة نظر شخصية أجد أن الكثيرين لا يفهمون كثيراً دور المدرب وأهميته ومهمته أيضاً فالبعض يعتقد أن اللاعب هو الأساس وأنه يستطيع فعل كل شيء داخل الملعب والبعض يستشهد بأن المدرب الذي ليس لديه عناصر جيدة وأدوات داخل الملعب لا يستطيع أن يفعل شيئاً.. وهذا في جزء منه صحيح لكنه ليس على إطلاقه.. فالمدرب الجيد يستطيع أن يستثمر إمكانات اللاعبين لديهم ويخرج منهم أفضل ما لديهم ويجعل الفريق يؤدي بكل إمكانات لاعبيه وهنا تأتي المقارنة فإذا كان هناك لاعبون في مستوى لاعبي الفرق المنافسة مثلاً فإنهم مع مدرب جيد سيتفوقون عليهم.. لكن في ظل مستوى تدريبي عادي أو متواضع فإنك لن تجد فريقك ولاعبيه الجيدين يؤدون أفضل ما لديهم أو يلعبون كفريق.. وهنا الفرق أيضاً فالمهم وجود فريق جيد (كمجموعة) وليس لاعبين جيدين.. ودور المدرب هو دمج هؤلاء اللاعبين في أسلوب لعب معين يجعل منهم فريقاً قوياً ومنافساً هذا هو الوضع ببساطة.
وفي رأيي أن البطولات والألقاب تحتاج إلى لاعبين جيدين ومدرب كبير ولا يكفي أن يكون لديك نجوم في كل المراكز ما لم يكن هناك من يظهر نجوميتهم ويسخرها لمصلحة الفريق بل وحتى صقل اللاعبين الجيدين ورفع مستواهم وتقديمهم نجوماً.. وبالتأكيد فإن اللاعبين الجيدين يرفعون المدرب الجيد وهو كذلك يجعلهم في قمة تألقهم وأدائهم في إطار أسلوب لعب معين يتم تطبيقه والتدرب عليه ويكون ملائماً فإمكانات اللاعبين وقدراتهم.
أما وجود مدرب جيد فقط فإنه سيكون قادراً على تحسين مستوى الفريق ورفع أداء لاعبيه لكن ذلك ليس كافياً لتحقيق الألقاب والبطولات.. إذا هنا تظهر أهمية وجود لاعبين جيدين لأي فريق يريد تحقيق البطولات والمعادلة هنا لا تكتمل إلا بوجود مدرب جيد أولاً ثم لاعبين جيدين ثانياً فالمدرب يأتي في المرتبة الأولى لأن اللاعبين وحدهم غير قادرين في كثير من الحالات أن يغنوا عن وجود مدرب جيد..!
لمسات
** غادر لاعبو منتخبنا الوطني الأول للدخول في معسكر إعدادي قبل بدء الموسم في معادلة معكوسة تماماً.. فالمعروف أن الأندية هي تعد اللاعبين وتسلمهم للمنتخب جاهزين.. لكن الوضع الآن هو أن المنتخب هو من سيقوم بإعداد اللاعبين وإعادتهم لأنديتهم!!
* * *
** المعسكر الحالي كان يفترض أن يكون بعد ختام الموسم حيث يستلم المدرب لاعبين جاهزين بدنياً ويعمل على تطبيق خططه الفنية معهم ويجربهم في مباريات ودية ولكن..؟!
* * *
** الصفقات الهلالية الأخيرة هوساوي، الخيبري، الرويلي، النجراني، صفقات رائعة ومؤثرة وتعد بمثابة تغيير حقيقي في صفوف الفريق وتجهيزه لتحقيق تطلعات محبيه وهي صفات منتقاة فنياً بعناية فائقة وفي مراكز يحتاج إليها الفريق فعلياً.. فشكراً إدارة الأمير نواف بن سعد!
* * *
** تنتظر الجماهير الهلالية الصفقات الهلالية الأجنبية ويرى الكثيرون أن المركز يجب أن تكون في قلب الهجوم والأطراف (يمين أو يسار أو كلاهما) بلاعب على طريقة ويلهامسون وصانع لعب مع إدواردو وهي تقريباً نفس توجهات إدارة الفريق ما لم تتغير الأمور في اللحظة الأخيرة.
خاتمة
وبعض الكلام كبعض الشجر
جميل القوام شحيح الثمر
وخير الكلام قليل الحروف
كثير القطوف بليغ الأثر
وفرز النفوس كفرز الصخور
ففيها النفيس وفيها الحجر
وبعض الوعود كبعض الغيوم
قوي الرعود شحيح المطر
ولو لم تهز الرياح الزهور
لما فاح عطرها ومات الزهر