ستة وستون عاماً وما زال الاحتلال جاثماً فوق صدورنا. ستة وستون عاماً وما زالت دماؤنا الزكية تسيل فوق ترابنا. ستة وستون عاماً ولا يزال الدرب مجهولاً ومملوءاً بأعدائنا..
ستة وستون عاماً مشيناها بين القذا والصخور والأشواك والسجون وقضيتنا الفلسطينية ما زالت معلقة بين الإقدام والإحجام، بين السلام والمعاهدات الزائفة وسجون الاحتلال، والقتل، والدمار، والاستيطان. ستة وستون عاماً نحاول تحطيم الأصفاد والقيود ونرجو النصر المبين.. ستة وستون عاماً والصهاينة ينكلون بنا.. ويجرفون أرضنا، ويحرقون زيتوننا، ويهدمون منازلنا. ويقتلون شبابنا وأطفالنا. ستة وستون عاماً.. ونحن في كفاح وجهاد لا نتخاذل ولا نتهاون، ندافع عن الأرض والعرض والدين والأهل والولد.
ستة وستون عاماً حصدت فيها ملايين أرواح الشهداء الكرام العظماء.. ولا زلنا عاجزين.
ستة وستون عاماً.. وجميع الحكومات المحبة للسلام والحق تجاهد وتناضل معنا في سبيل النصر والتحرير وعلى رأسها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي وقفت منذ أيام الملك الراحل (عبد العزيز) المؤسس مع القضية الفلسطينية وأبنائه البررة من بعده وجميع أفراد الشعب السعودي قلباً وقالباً مع الحق الفلسطيني ونصرة المقدسات في فلسطين. ستة وستون عاماً بحَّ في حلقنا السؤال. أين نحن؟ أين فلسطيننا؟ متى نعود لأرضنا. لبيتنا. لقدسنا. لبياراتنا لزيتوننا.. لمآذننا..
ستة وستون عاماً ونحن نرزح تحت الاحتلال العقيم. لن نمل أبداً ولن نسأم.. بل سنجاهد حتى النصر بإذن الله
ستة وستون عاماً أطفالنا كبروا، شبابنا شاخوا، شيوخنا اندثروا. والجميع لسان حالهم الأرض.. الأرض.. العرض.. العرض.. العودة. العودة.
طفلتي تسألني عن العودة وكذا أطفال فلسطين فأجيب:
ستة وستون عاماً يا طفلتي عشتها ولا يزال الدرب مجهولاً وملغومًا ومملوءاً بعسكر، ستة وستون عاماً مشيتها بين الألغام..
تحت الصخور والسجون والألم، حكايتي ما زالت تحتضر، بنيتي لا تيأسي، لا تصمتي ثوري بنية واصرخي، حطمي القيد والأصفاد في اليوم الأغر
طفلتي. مَنْ قصَّ ضفائرك الحزينة؟ مَنْ جرَّح وجهكِ بالسكين؟ مَنْ كَسر لعبتك الجميلة؟، من ألقى النار على شفتيك الرائعتين.؟ مَنْ سحب من عينيك نار الشرر. أليس صهيون عدو البشر؟
طفلتي.. من نزع أظافرك الطويلة؟ من حفر على خديك شوارعا من القهر؟ من سارع لقتل الفرحة في عينيك الخضر؟ أليس صهيون عدو البشر؟؟
طفلتي.. من وضع السم في حلقك؟ من زرع الخنجر في خصرك؟
من رش الحقد على صدرك؟ من عاث شغباً وتخريباً بزرعك بأرضك.. ببيتك.. أليس حقد البشر.؟؟.
طفلتي ستة وستون عاماً مضت ونحن نكافح جذور الشرر ونحن نقاتل صهيون عدو الإسلام والبشر..
طفلتي.. ستة وستون عاماً مضت لن نيأس ولن ننسى وسيأتي اليوم الذي فيه سننتصر
طفلتي زلزلي الدنيا عليهم واقتلعي برموشك العذارى.. الشوك والأحزان من قلوب الحيارى. حبنا للأرض أبداً لن يتغير. وسنزرع زيتوناً ورماناً وعنباً وقمحاً وزعتر. وسنقبض على عنق السنابل مثلما نعانق خنجر..
طفلتي.. ستة وستون عاماً مضت. قنابل في الأرض تدفن.
ستة وستون عاماً حبيبتي.. ما زال الدرب مجهولاً ومملوء بعسكر. ليقتل قلب حبيبتي صغيرتي. قبل أن تدرك معنى العشق وتكبر.
وبعد:
ستة وستون عاماً.. كل كلمة أكتبها تعادل خنجرا.. ستة وستون عاماً.. ما زال دم الشهداء صارخاً يزمجر.. أعيدوا الحق لأصحابه.. فلسطين يا أم المدائن سنحضنك بالنصر المؤزر.. وتنادي مآذنك العظيمة.. إنه النصر.. إنه النصر.. الله أكبر.. الله أكبر. ستة وستون عاماً مضت استشهد الملايين وولد الملايين.. وجميع من استشهدوا وولدوا حال لسانهم.. الأرض والعرض والنصر المبين.. كلنا فداؤك يا فلسطين.