عندما أنعم الله علينا وبفضله وتوفيقه بتوحيد هذا الصرح الكبير على يد الإمام والملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وتم إعلان اسم المملكة العربية السعودية 1351هـ وعم الأمن في ربوع هذه البلاد الطاهرة، كانت بلادنا تزخر بمئات المكتبات الخاصة، حيث يقف عليها علماء وأدباء ومؤرخون، لما تحتويه رغم بساطتها وصغر حجمها، إلا أنها تحتوي على أمهات الكتب والمجلدات النادرة من العلوم الشرعية والتاريخية والأدبية والوثائق والمخطوطات التي لا تقدر بثمن، حيث نجد هذه المكتبات واقفة وشامخة برجالها وتلاميذها، وأكثرها توارثها الأبناء والآباء من الأجداد لعشرات السنين، فهم أهل لها، حيث ازدانت بمؤلفاتهم من جميع العلوم من شرعية وأدبية وتاريخية وغيرها، وهي النواة الأولى للكتاتيب ومكتبات المساجد، ولما فتحت المدارس النظامية والكليات فكانت هي الشعاع لما يحمله هؤلاء الرجال من العلم، ومن هنا نقول من وجهة نظر ومع مرور الزمن نجد الكثير والكثير من تلك المكتبات العامرة، اندثرت وضاعت كتبها ومجلداتها ووثائقها ومخطوطاتها اما بموت أصحابها - رحمهم الله - وإهمال أبنائهم، وبيعها والتخلص منها مما نتج عنه ضياع وجهد عشرات السنين، رجال وضعوا بصماتهم وافنوا عمرهم من اجل العلم والتعليم ولم يبخلوا علينا بفكرهم وعلمهم حتى صدرت لهم مؤلفات، والتي تعد مرجعاً لطلابنا وطالباتنا اليوم، فأين نحن من هذه المكتبات حيث إنه لا يمكن أن نحصل على هذه الوثائق والمخطوطات وأمهات الكتب إلا عن طريق جهات لها اعتبارها ومكانتها في هذا الوطن، وهي لا تألوا جهداً دائماً وأبداً بالبحث عن هذه المكتبات، فهذا مركز الملك فيصل - رحمه الله - للوثائق والمخطوطات، وهذه جامعاتنا بمكتباتها العريقة، وهذه دارة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وما تحظى به من مكانة محلية وإقليمية ودولية وغيرها الكثير من مكتباتنا في مدننا الغالية، إذن لا بد من حصر هذه المكتبات الموجودة في مختلف مدن المملكة والتنسيق والترتيب مع أصحابها من أجل الحفاظ عليها وعدم ضياعها ونقلها إلى مكتبات جامعاتنا ودارة الملك عبدالعزيز، فبذلك نكون حافظنا على وثائقنا وأمهات الكتب وجهد رجال ضحوا من أجل العلم والمعرفة، وهذا هو التكريم لهم.