فهد بن جليد
بعيداً عن المُجاملة أو التطبيل، تعجبني الطريقة التي (عايد) بها وزير العمل والتنمية الاجتماعية مسؤولي مركز التأهيل الشامل بمحافظة الخرج بمناسبة عيد الفطر السعيد، فقد جاء الوزير (للمُعايدة) فجأة، وخرج بحزمة قرارات (إعفاء) وتشكيل لجنة تحقيق، بعدما رصد عدداً من المُخالفات التي تخص (تغذية النزلاء)، ورعايتهم الشخصية، وبعض الأمور التنظيمية، مع ضرورة إعادة النظر في الشركة المُشغلة.
لا يجب أن تكون زيارة أي وزير أو مسؤول في مثل هذه المناسبات وغيرها مجرد لقاءات شرفية، وصور تذكارية، مع تناول الحلوى والعصائر والقهوة، والعود الأزرق الذي يملأ المكان، وتُرسل الصور في اليوم التالي من إدارة العلاقات العامة إلى الصُحف أو القنوات الإخبارية، فالأمانة الوطنية والوظيفية تستوجب على كل مسؤول الوقوف على التفاصيل التي أؤتمن عليها، شكراً للوزير الحقباني وقوفه على الحقائق التي قد يكون بعضها وصل إلى مكتبه سابقاً، ولكنه فضل التريث حتى يقف شخصياً على الوضع، مع عجز الفئة المُستفيدة من خدمات الوزارة (ذهنياً أو جسدياً)!.
إذا ما أردنا فعلاً التقدم بخطوات جادة نحو تحقيق الرؤية السعودية الجديدة 2030م، فليسبق مفهوم (المُعايدات والمُجاملات) التذكارية لدينا مفهوم أهم، وهو معرفة مدى تطبيقنا للنظام، ومراجعته لمعرفة هل ما يصلنا من تقارير يعكس ما يتم على أرض الواقع؟ بهدف مضاعفة الجهد للوصول لأفضل الخدمات، والتأكد أن الموارد المُتاحة تُستغل بشكل أفضل من أجل المواطن!.
برأيي أن زيارات المسؤولين ومعايداتهم يجب أن تخرج (بثوب جديد) يوصلنا إلى المُكاشفة الحقيقية مع بعضنا، والتعرف على أوجه القصور ومُعالجتها، بعيداً عن الفلاشات والكاميرات، فأفضل عيدية (للموظف والمواطن) هي خطوة تصحيحة من مسؤول!.
من (الخرج) إلى (بكين) قصة وزارة، فبعد هذه (المُعايدة الساخنة) غادر الوزير ليترأس وفد المملكة في الاجتماع الوزاري لوزراء العمل والتوظيف لدول مجموعة العشرين، انسجاماً مع رؤية توليد الوظائف وخفض البطالة، وتلك حكاية أخرى!.
وعلى دروب الخير نلتقي.