د. صالح بكر الطيار
عادة ما تثبت المحن أو الأحداث التي تتعرض لها الدول، التماسك الشعبي وضمائر الناس وتكشف عن معادنهم، وتوضح الجانب الذي يسكن الشعوب من ولائهم لدينهم ولوطنهم وحبهم لقيادتهم وحرصهم على مستقبل الوطن. وطننا المجيد المملكة العربية السعودية القوي بأمن الله ثم بقيادته الرشيدة الكبير بتاريخه العظيم بمقدراته كان نموذجاً حياً وخالداً أمام كل الأوطان والشعوب، وسيخلد التاريخ لوطني ملحمة وطنية كبرى من تضامن الشعب مع القيادة وعشق المواطنين للأرض. عندما قام الفاسدون المارقون الخوارج بفعلتهم النكراء في رمضان، وتزامنوا في نشر الرعب وترويع الآمنين قرب مسجد رسول الله في طيبة الطيبة الطاهرة وفي جدة وفي القطيف، في جزئين من وطننا الواحد، وجدنا التفاتاً شعبياً عظيماً وتوحّداً أمام هذه الأحداث التي زادت من التماسك الشعبي ورفعت متانة التلاحم الوطني، فكان الجميع على قلب رجل واحد ونادى الشعب بلهجة واحدة «كلنا سلمان وجميعنا درع للوطن ضد البغاة المعتدين»، وسارت الحياة على طبيعتها ولم يؤثر الحادث إلا زيادة الفشل والخذلان والخزي والهزيمة في قلوب من ارتكبه ومن خطط له.
كانت الحياة تسير وعاش المصلون والزوار روحانية المسجد النبوي الشريف ولم تتاثر أي بقعة من البلاد، بل شاهدنا تلك اللحمة الوطنية والتلاحم الشعبي المهيب شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ووسطاً، تناغم الشعب في ملحمة تشكل أنموذجاً حياً لديدن الشعب السعودي ووقوفه أمام قيادته وعزمهم بكل الجهود على مواجهة الأعداء، فالكل مسؤول وجميعنا رجال أمن أمام كل معتد أثيم .
بلدنا أنموذج للأمن بفضل الله ثم بتوجيهات القيادة، ونحن أمام عدو مبين من الخوارج والمارقين والفاسدين، وستظل بلدنا بخير رغماً عن أنف من يحاول المساس بأمن البلاد والعباد، فمن انتهك حرمة المصلين في المساجد وقام بترويع الآمنين في الأحياء والشوارع فالدين براء منهم، وسنقف يداً واحدة كلاً في موقعه وفي مسؤوليته، درعاً حصيناً وسنداً قوياً للدولة وقطاعاتها الأمنية للوقوف بقوة في وجه هؤلاء القتلة الذين لا هدف لهم سوى إراقة الدماء ونشر الرعب في صفوف الآمنين.
قدم العيد وعاش وطني والشعب السعودي في كل شبر في بلادي العيد بكل تفاصيله، والكل يوجه الدعاء إلى الله بأن يبيد هؤلاء الشرذمة الباغين الطاغين ممن استهدفوا البلاد والعباد، وسيكون مصيرهم إلى الزوال بإذن الله، والوطن كله جبهة متحدة ضد هؤلاء أو غيرهم ممن يحاولون زعزعة الأمن والشعب ولله الحمد، وكل من يزور هذا الوطن يلمس الأمن والأمان بكل مقوّماته في بلادي، اللهم احفظ أمننا ووفق مليكنا وولي عهده وولي ولي عهده إلى الخير والسداد والتوفيق واحم الإسلام والمسلمين من شر الأشرار وكيد الكائدين.