جاسر عبدالعزيز الجاسر
مائة ألف إيراني معارض، ومعهم الآلاف من كبار الساسة والمفكرين والكتاب السياسيين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم احتشدوا في أكبر القاعات في العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في المؤتمر السنوي للمعارضة الوطنية الإيرانية الذي تنظمه سنوياً منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
مؤتمر المعارضة الوطنية الإيرانية هذا العام الذي عقد يوم السبت الماضي تميّز بالكثير عن المؤتمرات التي تعقدها قوى المعارضة للأنظمة الحاكمة، إلا أن المؤتمر الإيراني أظهر بوضوح تام تعاطف البشرية جمعاء مع الإيرانيين، فرس وعرب وأكراد وبلوش وأذريين ورغم أن الجهة المنظمة للمؤتمر (منظمة مجاهدي خلق) يقودها سياسيون من أصول فارسية إلا أن توجههم السياسي والثقافي وحتى الاجتماعي بعيد عن العنصرية، وهو ما انعكس على تفاعل جميع المشاركين في مؤتمر باريس الذي ضم حشوداً بشرية إيرانية جمعت الفرس إلى جانب العرب والأكراد والبلوش والأذريين، وأظهر تبايناً في سلوك وعمل من يسعون إلى بناء مستقبل الشعوب الإيرانية وإعادة صياغة الدولة الإيرانية التي خربها ملالي إيران الذين لم يجلبوا منذ انقلاب خميني لأهل إيران ولجيرانها من العرب والأذريين وحتى الروس والأتراك، سوى الدمار والطائفية وسفك الدماء.
ملالي إيران الذين بدأوا حكمهم بظاهرة المشانق المتنقلة، حيث نفذت أحكام الملا خلخالي من خلال مشانق متحركة وضعت على رافعات على سيارات (الونشات) كانت توضع في ساحات ومراكز المدن لتنفيذ أحكام الإعدام لإرهاب الشعوب الإيرانية.
أحكام خلخالي وأساليب القمع والقهر التي طبقها ملالي إيران من خلال استحداث مؤسسات قمعية فاقت في قسوتها وكرهها للبشر كل ما عرفته الإنسانية، فأنشأت الحرس الثوري ثم الباسيج، ونشرت أساليب الاختفاء القسري، ومطاردة الإيرانيين داخل إيران وخارجها، وحددت منظمة مجاهدي خلق، التي تعني (مجاهدي الشعب) هدفاً لتصفية أعضائها وأباحت قتل مجاهديها داخل وخارج إيران برفع شعار قتلهم أحياء في أي مكان، وطاردت فرقاً إرهابية متخصصة في الحرس الثوري الإيراني الإرهابي أعضاء المنظمة داخل وخارج إيران وما زالوا يمارسون هذه المطاردة الإرهابية التي كان آخرها في آخر أيام شهر رمضان المبارك عندما قصفوا مخيماً للاجئين الإيرانيين (لبيبرتي) عند أطراف بغداد بخمسين صاروخاً.
الإرهاب والقهر والتسلط والموت المجاني لأهالي إيران، وهو ما نشره ملالي إيران في هذه البلاد التي جعلها القدر جارة للدول العربية، وهي أفعال إجرامية وإجرامية لم تظل مقصورة على الإيرانيين فحسب وإنما نشرتها في جميع الدول وبالذات الدول المجاورة عربا وأفغانا وباكستانيين وأتراكا وأذريين، فهؤلاء الملالي الذين ابتلي بهم الإيرانيون نقلوا البلاء لكل الدول المجاورة وبالذات الدول العربية، فنظام ملالي إيران ينتهك الدول المجاورة بزعم دعم الضعفاء في لبنان والعراق وسوريا واليمن وينشئ الجماعات الطائفية ويزودها بالسلاح لتنفيذ أجنداته التوسعية والعنصرية، ومع أن نظاماً دموياً قمعياً يعاني من يحكمه من شتى أنواع القهر بزعم دعم الضعفاء في حين يضرهم بتجنيدهم لتحقيق أهدافه الطائفية السياسية.
نظام ينفذ أكثر من أربعة آلاف حكم إعدام في أبناء الشعوب الإيرانية المقهورة ويمنع العرب والأكراد من التحدث بلغاتهم الأم، ويحرم على المسلمين السنة عربا وأكرادا وبلوش وتركمان على ممارسة عباداتهم، فيمنع الصلاة في مساجد أهل السنة، ويعتقل من يؤدي صلاة العيد في طهران بأي مسجد من مساجد أهل السنة القليلة وغير الموجودة أصلا، يجب أن يعمل الجميع على إنهاء تسلطه وقهره للشعوب الإيرانية، والتصدي له ولتدخلاته في شؤون الدول المجاورة.
مؤتمر باريس للمعارضة الإيرانية وما حظي به من مؤازرة وتأييد ومشاركة كبيرة يدفع جميع الشعوب والدول إلى مساعدة الإيرانيين جميعاً على القضاء على هذا النظام والمسارعة على الإطاحة به وتقديم كل أوجه الدعم والمساعدة للمعارضة الوطنية الإيرانية للتعجيل في تخليص الإيرانيين والعرب والمسلمين من هذا النظام الذي جلب الإرهاب والإجرام للمنطقة والعالم أجمع.