رجاء العتيبي
الأنظمة الضعيفة - وإيران إحداها - تلجأ عادة إلى الحروب خارج الحدود لتبقى دائماً في حالة استنفار, ما يعطيها مبرراً أمام شعبها بأنها مشغولة بما هو أهم, حيث روح الحرب الشائعة في أروقة قصور الرئاسة تعطي النظام الحاكم مبرراً للبقاء أطول فترة ممكنة, فلا مجال لديه لمناقشة أنظمة الانتخابات,ومَواطن الفساد, ومطالب الشعب وتطوير علاقات الجوار.
والحروب المفتعلة خارجياً حيلة قديمة, تمارسها الأنظمة البليدة غير القادرة على التماهي مع العصر والعلاقات الدولية والمصالح المشتركة, وغالباً ما يلجأ إلى هذه الأساليب العصابات التي سطت على الحكم بطرائق غير شرعية أو الحكام الديكتاتوريون أو الأنظمة الشمولية.
يجيء نظام الملالي في إيران نموذجاً دقيقاً لهذا النوع من الأنظمة الحاكمة, فالقلاقل التي يصدرها هنا وهناك, والفتن التي يشعلها في دول الجوار والتصريحات النارية التي يطلقها بين فينة وأخرى والحالة الطائفية التي ينشرها بين الشعوب, تصب في هذا الاتجاه, على اعتبار أن هذه السياسة العدوانية هي مصدر ( وجوده ) وجوهر استمراره, لأنّ النظام يعرف أكثر من غيره أنه لو توقف عن تصدير الثورات والفتن والتحزبات وعاد إلى وطنه, يعرف أنه سيلقى معارضة شعبية - من الداخل - تهتف بسقوطه, بوصفه نظاماً نسي شعبه منذ ما يقارب 40 عاماً واهتم ببقائه وحسب, ولأنه لا يملك أدوات العمل السياسي المتزن, فالقادة الدينيون في النظام الإيراني غير مؤهلين لإدارة البلاد وغير صادقين مع شعوبهم, ولا مع الطوائف الشيعية من العرب التي يستغلها وقوداً لسياساته الرعناء.
أربعة عقود كافية لأن يعرف الشعب الإيراني نوايا قيادته, وأن ما يسمّى بالثورة التي أعلن تصديرها للخارج ليست سوى حيلة للبقاء في ظل فشل ذريع لها إقليمياً ودولياً, والمكابرة التي يبديها لشعبه والعالم, كفيلة بأن تسقطه سقوطاً تاريخياً يسمع دويه كل العالم.
ومؤشرات السقوط تأكدت مع المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج الذي نظمه المجلس مطلع هذا الأسبوع في العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان: ( إيران آزاد) = (إيران حرة) بحضور قيادات عربية ودولية ومشاركة 100 ألف من المعارضين الإيرانيين بالخارج.
اتفق الرأي الدولي في هذا المؤتمر على أن النظام الإيراني نظام ( مارق ) لا يقيم للأعراف الدولية أي اعتبار, وأنه واحد من مصدِّري الإرهاب في العالم والممول الرئيس له, وأنه يعمل منذ مجيء الخميني وحتى الآن على اضطهاد شعبه وكتم حرياته وإفقاره وعزله عن العالم.
نادت المعارضة الوطنية - مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج في هذا المؤتمر بـ(إسقاط النظام) لينعم الشعب الإيراني بالحرية المسؤولة, وقالت: «إنّ أغلالاً تطوق الفنون والاقتصاد والسياسة والثقافة, ولا مجال لإزالتها إلا بإسقاط نظام ولاية الفقيه» ووافقها كل من حضر المؤتمر, والعالم عبر (#FreeIran) الذي حصل على المركز الأول عالمياً عشية افتتاح المؤتمر.