سعود عبدالعزيز الجنيدل
وفد قوم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسألهم من أنتم؟ فقالوا نحن بنو غيان، فقال بل أنتم بنو رشدان.
المتأمل لهذا الحديث يدرك تماما عبقرية النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد غير الاسم «غيان» لما يحمله من دلالات سيئة إلى اسم دلالاته إيجابية «رشدان»، وكذلك غير النبي -صلى الله عليه وسلم- اسم الصحابي الجليل حزن -وهو جد سعيد بن المسيب- إلى سهل، ومن قرأ سيرة المصطفى سيجد الكثير من الأمثلة.
أنا أؤمن تماما أن الشخص أيا كان يتأثر بالاسم الذي أطلق عليه، ولهذا قالت العرب: لكل امرئ من اسمه نصيب، والمتأمل لواقعنا يجد بعض الآباء يحرص على انتقاء أفضل الأسماء لأولادهم، ولهذا تجدهم يبحثون ويسألون عن معاني الأسماء قبل ولادة المولود أو المولودة.
وللأسف هناك على النقيض تماما من لا يهتمون أبدا بحسن التسمية، ولا يعنيهم في شي، وتجد عند بعض العوام -خصوصا كبار السن- قناعة تامة بضرورة التسمية على آبائهم وأمهاتهم، وأن هذا من البر، بغض النظر عن مدى ملاءمة الاسم من عدمه المهم هو التسمية عليهم.
والمشكلة تمتد لتصل إلى بعض الأزواج المتعلمين، فتجدهم يحلمون باختيار اسم ما لطفلهم أو لطفلتهم، وإن حان موعد الولادة، تجدهم في حالة نفسية سيئة، وذلك بعد ضغط رهيب من آبائهم وأمهاتهم على ضرورة التسمية عليهم، فتجد الأم الحامل والأب صاحبي الشأن في مولودهما، لا يملكان حق الاختيار في تسمية المولود أو المولودة وأن الاختيار تم من قبل الأجداد والجدات، ويرضخان لهم خشية من زعلهم.
ولذلك تجد كثيراً من الأبناء يغير اسمه حين يكون شابا، وبصفة شخصية أعرف الكثير منهم.
ولكن الذي لا أفهمه هو قيام بعض الآباء بتغيير أسماء أطفالهم بعد مرور سنين عدة على ولادتهم، ولا أعرف لماذا، هل لأنهم لم يقتنعوا بتلك التسمية أو هناك سبب خفي لا يعلمه إلا الخالق سبحانه.
مهما يكن من أمر فهناك حديث عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قال فيه «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم». رواه أبو داود بإسناد جيد كما قال ابن القيم والسخاوي، وتابعهم العجلوني.
أكاد أجزم أنكم تعرفون قصصا كثيرة عن أناس غيروا تسميات أولادهم، ولكن كلي أمل أنكم قد عرفتم السبب في ذلك، أم أنه مجرد.