محمد البكر
شدني خبر تجديد نادي النصر تعاقده مع النجم المتألق دائماً حسين عبد الغني لموسمين قادمين. السبب وراء ذلك أنه لاعب يزداد تألقاً كلما تقدم به العمر ، وهذا عكس القاعدة الكروية محلياً ودولياً . هذا اللاعب ورغم خروجه أحياناً عن الروح الرياضية مع فورة عطائه وحماسه ، إلا أنه لاعب شارك في صناعة المجد مع ناديه السابق الأهلي ومع ناديه الحالي النصر ، وقبل هذا وذاك مع منتخباتنا الوطنية الناشئين والشباب والمنتخب الأول.
في ماليزيا كنت معلقاً للتلفزيون السعودي ، وكذلك عبر MBC FM ، ومنتخبنا يواجه المنتخب العراقي في مباراة تحديد الفريق الذي سيتأهل لمونديال أتلانتا ، وكان يجلس بقربي الصديق العزيز حيدر الوتار ، وهو وكما يعلم الجميع عراقي الأصل والفصل وحتى النخاع رغم جنسيته البريطانية . السبب الذي دفعني لاسترجاع تلك المباراة ، هو أنّ عبد الغني هو الذي سجل الهدف الذهبي المعتمد آنذاك ، ومن خلال رأسيته ، قفزتُ فسقط الكرسي وضحك حيدر طويلاً وهو يتابع نبرات صوتي مع ذلك الهدف الجميل.
استمر «أبو عمر» كما يحلو لجماهيره أن تناديه بذلك الاسم ، في الوقت الذي اعتزل كل رفاقه ، ونست الجماهير معظمهم ، كما اعتزلت أنا التعليق منذ عشر سنوات ، بينما لا يزال هذا النجم قادراً على العطاء بكل حماس وشجاعة وثقة بالنفس . ولهذا أدعو نجومنا للتعرف على الأسباب التي جعلت منه لاعباً معطاءً ، متفوقاً على ذاته ، في ظاهرة من الصعب تكرارها.
الحفاظ على المستوى الفني واللياقي بحاجة إلى سلوك منضبط وحياة أسرية مستقرة والتزام بالتدريبات البدنية بكل جدية وإرادة . وهي العناصر التي أجزم بأن عبد الغني قد التزم بها وحافظ عليها .
كل ما أتمناه حباً لهذا اللاعب وتاريخه ، هو أن يختم مسيرته الرياضية بعيداً عن الانفعالات البدنية واللفظية ، تماماً كما هو النجم الخلوق محمد الشلهوب ، الذي جمع الفن والإبداع مع الخلق الرفيع واحترام المنافسين .
نحن والبطولات العربية
منذ أن ترأس الأمير تركي بن خالد منصب رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم ، وأحوال العرب دولاً وشعوباً تسير من سيئ إلى أسوأ . فالحروب والصراعات تجعل من المستحيل تنظيم بطولة عربية . كلنا يعلم أن الهدف الأسمى لمثل هذه البطولات هو التقاء الأشقاء العرب ، شباباً ومسؤولين ونجوماً وجماهير ، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في الوقت الحاضر ، حيث الصراعات في سوريا والعراق وليبيا واليمن ، ناهيك عن التكتلات السياسية والشعبية مع هذا الطرف أو ذاك . ولهذا فإننا مطالبون بدعم أي خطوة يراها الاتحاد العربي ، لتحريك تلك العربة المعطلة منذ سنوات . وأقصد بذلك اختيار الأندية الجماهيرية التي ستساهم في منح أي بطولة عربية الزخم الجماهيري والإعلامي المطلوبين لإنجاحها .
ومن هنا ومن خلال مقالي هذا ، أدعو اتحاد الكرة السعودي وكافة وسائل إعلامنا المرئية والمقروءة والمسموعة ، دعم الأمير تركي بن خالد شخصياً ، ودعم الاتحاد العربي ، وكل لجانه المعنية ، كي تعود تجمعاتنا العربية ، وتعود معها بطولاتنا ومنافساتنا الكروية .
بيني وبينكم
= يقال إن إحالة تحقيقات الهيئة العامة للشباب لقضية التلاعب في مباريات دوري الدرجة الأولى ، هي إحالة غير قانونية. لا أعرف إن كان الاتحاد السعودي « عبيطاً « أو يستعبط كما يقول أهل النيل . يعني لا خيرهم ولا كفاية شرهم .
= ليتهم يكشفون للناس لماذا لم تبت لجان اتحاد الكرة في احتجاج نادي الاتحاد، ولماذا لم يتمكن الأستاذ أحمد عيد باعتباره رئيساً للاتحاد السعودي لكرة القدم من خلال لجانه من كشف التلاعب المشار إليه ، والمثبت بالدلائل والحقائق والاعترافات .
= على الأندية أن تتدارك حجم الأخطاء التي ارتكبتها باختيار أشخاص ، معظمهم غير مؤهلين لإدارة اتحاد اللعبة ، خاصة وأن النتائج والشواهد لا تحتاج إلى تذكير .
= صحيح أن لعبة الانتخابات تعتمد على التكتلات ، إلا أنها لم تكن في يوم من الأيام ، وسيلة لتقسيم المناصب . إنها أمانة أمام الله ، فهل يتداركون ذلك في الانتخابات القادمة ، أم أن مصلحة الكرة السعودية لا تهمهم أو تعنيهم في شيء !؟