حاك في نفسي أن أدمر نفسي
وألاقي في غمرة العشق تعسي
إن هذا الحب العتيق لوزرٌ
أي خير يبنى على نحر حسٌ
ياحبيباً لم يدنُ مني بتاتا
أنا لازلت في صبابة أمسي
طيفك الصاحب الوفي إذا ما
كنت في فكرك المغيَّر منسي
ليَ آمال في زيارة وصل
رغم ثقل القيود آلف حبسي
كل ذكرى كنّا نذوق أساها
تلهب الشوق واعتمار التأسي
أين منا الخفق السريع وخلط
بين أنفاس المولعين بهمس
كم ضحكنا والوعد يمطر صبرا
وتقاسمنا الهم من غير نبس
واستعنا بالشعر ننشئ قصرا
من خيال نضحي عليه ونمسي
ولنا في نبش المعاني سجال
واحتفاء في وقع بحر وجرس
كنت في سكرة الغرام غريقا
أنت مثلي والخمر خمري وكأسي
وانكفأنا أمام كل محب
مدركين المقصود من كل درس
ما الذي كدّر الصفاء علينا
غير رمي بسهم عذل وقوس
سرق الحاسدون بهجة روحي
وجنوا أثمار الحياة بغرسي
ما أرادوا فضيلةً وصلاحاً
حين سلّوا سيوفهم فوق رأسي
ها أنا ذا موجع القلب كسير
لم يخب في لوم المناحيس حدسي
وجراحي من لوعة الهجر تجري
بدموعي والوجد يوحي بطمسي
فأفق من نوم الشعور وأقبل
تنعش الروح بالضياء كشمس
فاتصال الوداد من بعد قطع
فرحة للحلم المؤمل ترسي
عد معي للحب للقديم وخلص
قلبي المضنى من ضياعٍ يقسّي