تحتضن مدينة الرياض ومنذ عقود طويلة مضت الكثير من المؤتمرات والزيارات الرسمية واللقاءات على كل المستويات الإسلامية والإقليمية والدولية. ومن تلك المؤتمرات التي عقدت بالرياض على سبيل المثال لا الحصر مؤتمر الرياض الذي دعيت إليه المعارضة السورية مؤخرا بالإضافة إلى مؤتمرات أخرى تتعلق بالحوار اليمني وإعادة اعمار اليمن والمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في 2005 والقمة الرابعة للدول العربية وأمريكا الجنوبية المنعقدة بالرياض بتاريخ 10 نوفمبر 2015 إضافة إلى العديد من زيارات الوفود الرسمية والمؤتمرات التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض حيث يوجد أكثر من 216 قاعة مؤتمرات.
فجميع هذه المؤتمرات والمنتديات الاقتصادية والمعارض الثقافية إنما تجسد حرص القيادة السعودية على إبراز مكانة المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية والإقليمية لتقديم صورة مشرقة لواقع التاريخ والحضارة والثقافة السعودية من ناحية ورسم هذا الواقع على خريطة الثقافة والحضارة العالمية من ناحية أخرى. لذلك نرى حرص القيادة السعودية على جعل الرياض واحدة من أبرز المدن في العالم في استضافة العديد من المؤتمرات والمنتديات والمهرجانات وإقامة المشروعات الاقتصادية التنموية العملاقة ومنها على سبيل المثال مركز الملك عبد الله المالي في الرياض.
وبالإضافة لمركز الملك عبد الله المالي يجري تنفيذ مشروع قطار الرياض الذي يهدف إلى إنشاء شبكة نقل متكاملة تغطي مدينة الرياض بغرض إيجاد حلول جذرية وشاملة للاختناقات المرورية. وكذلك مشروع مدينة تقنية المعلومات والاتصالات ويُعدُّ من أكبر الفرص الاستثمارية المتاحة للقطاع الخاص.
وبالنسبة للمشروعات التجارية تعتزم إحدى الشركات إقامة مشروع تجاري ضخم في الرياض بتكلفة 33 مليار ريال. وقد تم مؤخرا تدشين مشروعات بيئية وترفيهية تبلغ مساحتها الإجمالية أكثر من 270 ألف متر مربع والتي تأتي ضمن مشروعات أمانة منطقة الرياض الهادفة لتعزيز الحركة السياحية والاهتمام بالإِنسان والبيئة وتعزيز الرؤية الشاملة لتلبية احتياجات النمو العمراني في الرياض.
ومن أهم المشروعات السياحية الأخرى التي تم تنفيذها حدائق الملك عبد الله العالمية غرب مدينة الرياض، والمتحف الوطني الذي يعد واجهة حضارية تبرز التاريخ المشرق للملكة العربية السعودية وكذلك حصن ومتحف المصمك التاريخي الذي أصبح أشهر المعالم السياحية والأثرية في الرياض.
والى جانب هذه المعالم السياحية والمشروعات البيئية والصناعية، يبرز في المقابل التوجه السياسي العام لتعزيز دور السعودية على الصعيد الدبلوماسي من خلال المشاركة في المحافل الدولية وتبادل الزيارات والمساهمة في تقديم المبادرات السياسية الفاعلة في حل الكثير من القضايا. ومن هنا فقد حظيت العاصمة الرياض ولا زالت تحظى باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وما تخصصه الدولة - رعاها الله - من ميزانيات ضخمة لتنفيذ المشروعات التنموية في عموم مناطق المملكة. لهذا سعت القيادة الحكيمة منذ وقت طويل لجعل الرياض وجهة جاذبة للمؤتمرات الدولية والمنتديات العالمية والمهرجانات الثقافية التي تربط الماضي التليد بالحاضر المجيد، وبالتالي تكون رمزا مضيئا في سماء العالم ولاعبا أساسيا في الساحة الدولية وعضوا فاعلا في إرساء الأمن والسلام.
ونظرا لتعدد زيارات الوفود الدولية الرسمية إليها، فإنَّ الرياض تستحق ان تكون مقراً لبعض المنظمات والمفوضيات المنبثقة عن الأمم المتحدة كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم UNESCO ومنظمة الصحة العالمية وغيرها.. ومن أهم العوامل التي تؤهل مدينة الرياض لهذا الاستحقاق هو ان المملكة العربية السعودية تتميز بكونها أكثر الأماكن أمنا واستقرارا في العالم.