الدمام - عبير الزهراني:
أكَّد مختصون، أنه في حال تفعيل دور الهيئة العامة للترفيه بشكل رسمي سيحد ذلك من الهجرة السياحية على مدار العام، ومن ثم توفير ما لا يقل عن50 % من الإنفاق على السياحة الخارجية.
وقال المختصون إنه بالنظر إلى نسبة الزيادة في أعداد السيّاح السعوديين المغادرين سنوياً وجدنا ارتفاعاً ملحوظاً ومتصاعداً، وبنسبة عالية جداً وصلت العام الماضي 2015 إلى 39 %؛ الأمر الذي يؤكِّد حقيقة خطورة حمى الأسعار والاستغلال وتدني مستوى الخدمات خصوصاً في المدن التقليدية التي اعتاد عليها السائح مثل أبها والباحة والطائف والرياض وجدة والدمام والخبر.
وأوضح نائب الرئيس للجنة السياحة الوطنية عبدالرحمن الصانع لـ «الجزيرة»: إن الإنفاق على السياحة الخارجية بلغ عام 2015 تقريباً 35 مليار دولار، لحوالي 4.5 مليون سائح سعودي، فيما سيرتفع بعد 15 سنة لأكثر من 100 مليار دولار بمعدل زيادة 15 % سنوياً.
بدوره قال الإعلامي المتخصص في الشأن السياحي أحمد الشريدي، إن المتأمل في حركة السفر في مطاراتنا السعودية والمنافذ الحدودية، وتحديداً مع بداية كل إجازة حتى القصيرة منها يدرك حجم قوافل المواطنين الذين يشدون الرحال خارج المملكة، ومدى رغبتهم الجارفة وإصرارهم على السفر، حتى أصبحت السياحة الخارجية برنامجاً ثابتاً.
ولعل لغة الأرقام تكشف هذه الحقيقة المتزايدة سنوياً، حيث قدَّر مركز ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حجم الإنفاق في الرحلات السياحية المغادرة (إنفاق سكان المملكة في الخارج)، بنحو 96.2 مليار ريال خلال العام الماضي، بزيادة 26.9 مليار ريال (39 في المائة) عن عام 2014، البالغ 69.3 مليار ريال.
وأضاف الشريدي: الأسئلة التي تطرح نفسها، ويجب أن توجه للمعنيين بصناعة السياحة الداخلية لأنفسهم، هي كيف يمكن أن نحد من نزيف الهدر على السياحة الخارجية التي يتضاعف حجمها سنوياً، وكيف نستثمر الأحداث الراهنة ونعيد الثقة، والتوازن لصالح السياحة الداخلية، وكيف نصمد مستقبلاً في سوق السياحة العالمية. كيف نحد من الهدر في ظل محدودية المنافسة في سوق السياحة السعودية، وفي ظل استغلال الحاجة الناتجة عن زيادة الطلب، وتحديداً مع تقلّص الوجهات السياحية في الدول العربية الشقيقة بسبب الأحداث الجيوسياسية وكيف..؟ والشكوى مستمرة من قبل عشرات آلاف من السائحين مما يجدونه كل عام وبشكل يومي من وسائل «تطفيش» في المناطق السياحية. وتابع: إن كلمة «تطفيش أو تنفير» قد تكون هي التعبير الأكثر واقعية لما يتعرّض له السيّاح في تلك المدن من استغلال وسوء معاملة! على الرغم من أن هذا السلوك السلبي قد يجده السائح خارج وطنه، ولكن ما يحدث لدينا - مع شديد الأسف- هو العكس تماماً؛ فالمواطن مستغل داخلياً و مرحب به خارجياً!!
من جهته قال نائب رئيس اللجنة السياحية بغرفة المنطقة الشرقية مقبل المقبل: القطاع السياحي يشهد نمواً كبيراً في المملكة وخصوصاً في العشر السنوات الأخيرة، وأصبح السائح السعودي ملماً بكل وسائل الترفيه وكذلك له اطّلاع على تجارب سياحية على مستوى الخليج والعالم، والسائح السعودي من أكثر السيّاح إنفاقاً مما جعل دول الجوار ومجموعة كبيرة من البلدان السياحية يستقطبون السعوديين، ومع انطلاق رؤية المملكة 2030 كان من أهم التوجهات لهذه الرؤية هو تنشيط السياحة الداخلية والرقي بالخدمات السياحية حتى نقلِّل من الرحلات السياحية للخارج واستقطاب السائح المحلي، والهيئة العامة للترفيه ركيزة من ركائز تحقيق الرؤية في حال انطلاقها بشكل قوي وفاعل مع التركيز على نوعية النشاط السياحي والجودة المقدَّمة للسائح وسوف يكون هناك نتائج ملموسة وبشكل سريع، إذا وفّرنا للمجتمع المحلي البدائل السياحية المناسبة، ومن المتوقّع أن تنشط السياحة الداخلية مما يعيد تدوير المال المصروف على السفر للخارج داخل المملكة، وليس هناك أرقام أو نسب مؤكَّدة عن العوائد خلال الخمس السنوات الأولى، ولكنها بكل تأكيد سوف تصل إلى مليارات الريالات.