عمر إبراهيم الرشيد
في حديث مع جار عزيز في الحي طلب فيه مني الكتابة عن هموم المواطن وأن أكثف منها، ومعه كل الحق في طلبه الذي شرفني به وبأنه يتابع مقالي الأسبوعي هذا. ورغم أني أجبته بأن مثل هذه الهموم والاحتياجات لا تغيب عما أكتب أنا وغيري من الزملاء، إلا أنه حين يطلب منك مواطن بل وجار طيب تقاعد بعد خدمة وطنه لكنه يطمح لرؤيته من أفضل الدول في خدماتها الأساسية من تعليم وصحة وإسكان وخدمات اجتماعية فلا بد من احترام رأيه. يغمرني تفاؤل كبير حقيقة بتولي الدكتور توفيق الربيعة ملف الصحة الشائك، هذا الوزير الذي عمل الكثير في ملف التجارة وطور من آليات وأنظمة وعمل الوزارة، فكان تكليفه بملف الصحة مبعثا لتفاؤل المجتمع بتدبير هذا القطاع وحسن إدارته. جاري الطيب نقل إلي معلومة أسمعها للمرة الأولى ولم أستغربها وهي مستشفى قيد الإنشاء منذ سنوات عديدة شمال العاصمة لكنه يسير سير السلحفاة، ويبقى تعثر المشاريع والمقاولين وآليات الصرف عليها هي العامل المشترك لآلاف المشاريع الحكومية المتعثرة باعتراف الجهات الحكومية نفسها. ولقد كتبت كثيرا عن هذا الأمر ولا بأس من إعادة ما قلت وقال غيري، لدينا العقول والإمكانات البشرية، ولدى غيرنا كذلك مع فارق الخبرة الدولية المتراكمة التي ترجع إلى مئتي سنة وأكثر لدى بعض الشركات الدولية، ومن الحضارة والشجاعة الأدبية الاعتراف بحاجتنا من جديد إلى تلك الشركات التي نفذت مشاريع البنية التحتية مع انطلاق الطفرة الأولى.
في حائل على سبيل المثال وبداية الثمانينيات كان من يشغل المستشفى الرئيس شركة ألمانية بطواقمها الطبية والفنية فلكم أن تستنتجوا كيف كان الأداء ومستوى الخدمة، فما الضرر لو استمرت مع تدريب الكوادر الوطنية ونقل التقنية تدريجيًا؟!. إنجازات أطبائنا وطلابنا المبتعثين في الطب والعلوم وعمليات فصل التوائم التي اجتاح صداها العالم، كل ذلك يشكل قوة لنا ليكون قطاعنا الطبي من الأفضل عالميا إذا أحسنت إدارته. فلنأمل وندعو للربيعة بالتوفيق ودمتم سالمين.