عبدالحفيظ الشمري
يحتفي العالم في هذا اليوم - الاثنين 11يوليو - بمناسبة اليوم العالمي للإسكان، وفيه يتأمل العالم الكثير من الخطط والمشاريع التي تَعِدُ بأن تحل الكثير من المعوقات في وجود البناء المناسب للأسرة في كل مكان من العالم.
وفي هذا اليوم تأمل المجتمعات النامية أن تتجاوز الكثير من الصعاب التي تمر فيها على نحو ما تتعرض له بعض البلاد من دمار وخراب في البنى التحتية والمساكن؛ جراء الحروب والكوارث، إذ يصبح الأمر ضرورة ملحة؛ يجدر بالجميع التفاعل معها، والعمل على تقديم العون والمساعدة من قبل الدول الغنية، وذات الطبيعة السكانية المستقرة؛ على نحو أوربا وأمريكا وبعض دول آسيا.
فالسكن المناسب مثله مثل الغذاء والدواء والماء النقي؛ إذ يعد توفره جزء من مكونات الحياة وركائزها، ونموها بشكل طبيعي، ليشعر المجتمع أنه قد حقق أهداف مشروعه الإنساني، واكتمال بنائه الحضاري، الذي ترنو إليه الكثير من المجتمعات والمؤسسات والحكومات، كما أن بعضها لا تزال تراهن على جدوى اكتمال منظومة الخدمات الضرورية.
وبمناسبة هذا اليوم العالمي للإسكان لا بد لنا أن نستدرك على مشروعه فنصفه بأنه لا يزال يعاني من بعض المشاكل والمعوقات، وأهمها أنه لا يواكب عملية النمو السكاني الذي يزداد بشكل هائل، بينما خطط ومشاريع الإسكان والبناء والتشييد لا تزال في وضعها القديم.
وربما نضيف أمرا آخر يعيق النمو في مجال الإسكان هو أن ما نشاهده الآن من طفرة في البناء تذهب لصالح العمل التجاري والتربحي؛ على نحو المراكز التجارية والمولات، وأماكن الترفيه، فيما تجد أن ما يعد للسكن محدود جدا، ويفتقر إلى الجدية، وقيام المشروع الخدمي المتكامل.
فنحن على يقين في هذه المناسبة العالمية للإسكان أننا في قضية لا تخص مجتمعا لوحده، إنما هي قضية عالمية، إلا أن الحلول قد تختلف من بلد إلى آخر، وذلك بحجم والوعي، وتقدير الاحتياج الفعلي لكل مجتمع، مع سرعة اتخاذ القرارات المتعلقة بالمنح والتشييد، وخلو الأنظمة من العبث والتسويف.. فإذا ما تحققت مثل هذه الأهداف المثالية لمشروع الإسكان فإن النجاح محتمل في مسيرة القضاء على هذه المشكلة المزمنة لدينا، وفي العالم من حولنا.