سعود عبدالعزيز الجنيدل
هي ترجمة لكلمة «pidgin»، وإن كنت لا أحبذ ترجمة المصطلحات لكونها - في الغالب - لا تدل على المعنى المقصود بدقة، وأفضل عوضاً عنها كتابة المصطلح كما هو في لغته الأم، ولكن بحروف عربية، فأقول في ترجمة Pidgin «بيجن».
تعرف» البيجن» بكونها اللغة التي ليس لها متكلمون أصليون، فلا يوجد فرد نشأ وترعرع على هذه اللغة, وبالتالي لا يوجد أحد لغته الأم Pidgin «بيجِن».
ويمكن القول إنها موجودة في أغلب بلدان العالم، وذكر هيدسون أنها نشأت لأغراض عملية ومباشرة بغرض الاتصال بين أناس لا توجد لديهم لغة اتصال مشتركة، وغالباً ما يتعلمها فرد من آخر داخل جماعات بعينها.
وهي غالباً ما تكون لغة التجارة، ولكن لا يمكن القول إن كل لغات التجارة (رطانات) بيجِن.
ومن متطلباتها الأساسية أن تكون بسيطة وسهلة التعلم، لأن الغرض منها النفعية، أي التواصل مع الآخرين، وكما هو معلوم أن التواصل مع الآخر يستلزم قناة اتصال بينهما، وهذا ما استدعى نشوء هذه اللغة.
ويعتقد كثيرون أن مصطلح الرطانة باللغة الإنجليزية مشتق بتحريف من الكلمة الإنجليزية «Business»، وهي تعني العمل، الأعمال، والتجارة، كما تنطق في الرطانة «بيجن» التي تكونت في الصين؛ وذلك لأن كلمتي «Business English» كانتا تنطقان «Pidgin English».
ويمكن أن أقول يوجد لدينا في السعودية «Saudi Pidgin»، وهي اللغة التي نتخاطب بها مع العمال، ومهما يكن من أمر، فهذه اللغة لها نظام وقواعد تسير عليها، وليست كما يظن بعض الناس، ومن الأمثلة - يمكنك تجربة ذلك مع أحد العمال-:
- عدم استخدام الفعل الماضي، ويستخدم عوضاً عنه «المضارع» (أنا يجي أمس)، وغالب الأفعال تكون بصيغة المضارع.
- لا يستخدم فيها الضمائر المتصلة، ويستخدم عوضاً عنها الضمائر المنفصلة، فمثلاً (أنتا يجي بيت أنا)، ولا يقال بيتي.
- تأتي الكلمات منكرة في الغالب (بيت.. سيارة.. مكيف..) ولا يقال البيت، والسيارة والمكيف...إلخ.
- لا يستخدم فيها الاسم إلا بصيغة الإفراد، وإذا أريد به الجمع فيسبق برقم قبله، ومثال ذلك، 2 سيارة، 4 مكيف، 6 ولد... ولا يقال سيارتان، أربع مكيفات، ستة أولاد...إلخ.
- استعمال كلمات إنجليزية صحيحة ولكن بأسلوب خاطئ، مثل كلمة «same» وهي كلمة إنجليزية معناها: مثل، وتستخدم في Saudi Pidion بتكرار الكلمة فيقال (same same).
هذه بعض الملاحظات على هذه اللغة في مجتمعنا، ويوجد الكثير منها، وقد أخصص له مقال قادم.
إلى اللقاء