صيغة الشمري
كل فيلم جديد تبثه داعش يتولد عند الخبراء في صناعة الإعلام -ولست منهم- قناعة أكيدة أن ما يتم بثه قد تم صناعته بواسطة شركات إعلامية ذات مستوى عالمي ينافس أكبر الشركات في هوليود، لقد تواصلت مع العديد من الفنيين والمختصين في هذا المجال منذ أول فيلم نشرته داعش على مواقع الشبكة العنكبوتية، وأكدوا لي جميعاً أن ما يتم نشره من مقاطع داعشية فيه احترافيه مهنية عالية.. وأكد لي أحد الزملاء أن هذه المقاطع تحتاج لفريق عمل متكامل محترف يكون درس جميعه في إحدى شركات هوليود حيث الإخراج فيه جودة هوليودية عالية والفريق الفني والصحفي يستحيل أن يكون جميعه بهذا الاحتراف والمهنية بمحض الصدفة، الجميع أكد لي أن هذه المقاطع يقف خلفها فريق محترف يملك خبرة طويله من العمل لسنوات طويلة في استديوهات عالمية وليس عليها طابع الإخراج العربي بل إن المتبحر في صناعة هذه المقاطع يعرف ببساطة أنها إنتاج غربي بحت وبالتحديد إنتاج هوليودي، يقول المثل: حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له، والحديث الذي يتحدث لنا به الغرب عن داعش لا يعقل، فجأة هكذا بدون مقدمات، أصبحت عصابة طريدة من مئات الجهلة الذين لا يملكون سلاحاً سوى الرشاش يستولون على مدن ويرعبون دولاً ويستولون على مصافي نفط ويعرفون تشغيلها ويبيعون نفطها على هواهم؛ والأدهى والأمر يقول الغرب إن الدواعش يملكون أكثر من عشرين مصنعاً للسلاح في مدينة الفلوجة منها صواريخ متطورة وحدها، بينما لم تستطع أي دولة من دول العالم الثالث -عربها وعجمها- منذ فجر تاريخ الصناعات العسكرية أن تحقق ما حققته داعش خلال خمس سنوات من تقدم صناعي حربي وصناعي إعلامي وصناعات أخرى مفاجأة ستظهر حسب ما يحتاجه المخطط الأكبر للشرق الأوسط الكبير.. خبر صغير مر سريعاً قبل سنتين تقريباً قالت فيه أمريكا أنها فقدت أسلحة تفوق قيمتها المليار دولار في اليمن وقبلها إسقاط أسلحة بالخطأ على دواعش سوريا بحجة أن المراد كان هو إسقاطها لمصلحة المعارضة السورية، هذه الأخطاء وغيرها جعلت الصغير والكبير منا يبصم بأصابعه العشرة أن عصابة داعش ليست سوى اليد القذرة لدول فيما يجري في الشرق الأوسط مثلها مثل شركة (بلاك ووتر) التي احتلت العراق نيابة عن أمريكا وبدعم لوجستي أمريكي كامل، إن ما تفعله داعش من صناعة أفلام هوليودية يثبت أن خلفها عمل مؤسسي لا يتحقق لبعض الدول القائمة منذ عشرات السنين، وكل من يقرأ تاريخ الإرهابالعصابات التي تقاتل منذ اختراع السينما والتلفزيون لا تملك ما تملكه داعش من طاقة بشرية محترفة في مجال الإنتاج الإعلامي للمقاطع المصورة، خلاصة القول إن كل ما تنتجه داعش محاط بالشكوك وغير قابل للتصديق بدءاً من المصنع الذي يصنع الزي الموحد للذين تجز داعش رؤوسهم وانتهاء بالمقاطع المصورة ذات التقنيات الهوليودية المتقدمة والمؤثرات الاحترافية، لست مع نظرية المؤامرة ولكني بدأت أجزم أنها فعلاً مؤامرة مهما حاولت إثبات العكس لأن الذي يحدث لا يمكن أن يصدقه عاقل.