لبنى الخميس
مع موجة انهيار أسعار النفط وهبوطه في الأسواق العالمية منذ العام الماضي، باتت المملكة المتفجرة بالطموح والشباب، أمام تحد جديد، بأن تقلب فصلاً حاسماً من تاريخها المعاصر وتخطط بجدية لمرحلة ما بعد النفط لوطن ارتبط اسمه بتصدير النفط لعقود طويلة، حتى بات يسمى بئر نفط العالم حيناً، ومحطة بترول كوكب الأرض أحياناً أخرى.
حتى ظهر على المشهد أمير الشباب محمد بن سلمان، برؤية ولغة وفكر جديد، تشعر أنه كلما تحدث إلى الصحافة وصرح إلى بعض وسائل الإعلام بجرأة وشفافية بأنه يتحدث إلى جيل الشباب ذي الأغلبية الساحقة في المجتمع السعودية، والمتصل بشكل مكثف مع مصادر المعرفة كافة، وموارد التغيير المتسارعة في العالم.
يتقن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويدير حساباته المختلفة ببراعة، متنقلاً ما بين تويتر: التيرمومتر الأهم لقياس التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص والأحداث، ولينكد إن حيث يعرض سيرته المهنية ومهاراته وخبراته الشخصية، وسناب شات الذي بات يمثل قناته الخاصة بمكوناتها كافة من صوت وإضاءة ومحتوى، هو فيها المخرج والمعد والمقدم.
أمام هذا الجمهور، وفي وسط هذا المجتمع المتغلغل حتى النخاع مع مفردات المرحلة الجديدة، آثر أمير الشباب أن يتبنى خطاباً مختلفاً ولغة استثنائية متقلباً فيها ما بين القول والفعل، فجاءت رؤية المملكة 2030 درة تاج هذا الخطاب، والمسرح الحقيقي لتفاعل الشعب معها، وتبعتها زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي احتضنت مشاهد منعشة للقاءاته مع رموز صناعة التكونولوجيا وقادة مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً في وادي السيليكون حين تساءل أين نشأ الآيفون؟ ومن أي بقعة في العالم خرج غوغل؟ وتطور فيس بوك وسناب شات وياهو وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي تستأثر بجزء كبير من يوميات شعبه.
فوقع صفقات، وقابل الطلاب، والتقى نخبة من السعوديين الذين يعملون في شمال كاليفورنيا، كما عقد اتفاقيات تدريب للكفاءات الوطنية مع شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وفيس بوك، حيث بيئة العمل الخلاقة، والأفكار المبتكرة، وفرص المشاركة في الثورة الرقمية العالمية.. هؤلاء السعوديون بقيادة الأمير الطموح ومهندس رؤية المملكة نحو المستقبل، هم العقول التي ستدير -بإذن الله- غرفة العمليات لتلك الرؤية، وتحدث القفزات الكبرى في تاريخ المملكة الحديث، نحن أمام قصة نجاح جديدة تشبه تلك التي صاغها الشيخ محمد بن راشد لمدينته الطموحة دبي، ولي كوان يو الأب المؤسس لسينغافورة المستقلة، ومهاتير محمد في نهضة ماليزيا الحديثة.
محمد بن سلمان.. هو المستقبل المتعطشين له، والحاضر المستعدين لصياغته، ولغة التغيير الزاخرة بمفردات الطموح، والمتحيزة للشباب، والنابضة بأصالة سلمان الوالد المجدد وعبدالعزيز الموحد.