ومضة:
أفكار كثيرة تجول في خاطري لدى تأملي صور رحمة الحيوان بالحيوان وإن كان من غير فصيلته، تتناهى إلى سمعي أصوات مختلطه.. صراخ أطفال مرعوبين، أنين شيوخ ورجال ونساء مقهورين، تلاحقني عيونهم الخائفة، تكسرني دموعهم، ويخترقني هلعهم... يطن في أذناي دوي المدافع والرشاشات، القنابل والتفجيرات، وأزيز الرصاص والطائرات...
وتسائلني نفسي الحائرة كيف للإنسان أن يقتل أخيه الإنسان بدم بارد، كيف له أن ينام قرير العين مرتاح النفس هانئها وغيره يبات مكسور الخاطر مجروح النفس خائفا وحيدا جائعا موجوعا... بدون أدنى إحساس بالذنب أو وحتى وخز الضمير..
أبحث عن طريقة لزراعة القليل من الرحمة والإنسانية في نفوس بعض البشر على الغرس يثمر ذات يوم.. وأردد سبحان زارع الرحمة في قلب الإنسان والحيوان، فحفظها الحيوان وفرط بها بعض بني الإنسان.. والآن سأكتفي بهذا البيان، وأقول لك لا تحزن إن نعتك أيهم بالحيوان.. فالله الله المستعان على تقلبات هذا الزمان!