كان في عهد الركن المهيب الذي جنى على نفسه وعلى الأمة العربية عندما وقع في الشراك التي صنعتها له بلاد العم سام لـ «يدخل القط القفص»، كانت تلك هي جُملة السفيرة الأمريكية في العراق آنذاك في مطلع التسعينات الميلادية، عندما أشعرت حكومتها بواشنطن بأن «القط دخل القفص» عندما دخل الكويت، إِذْ كانت خطة مدبرة له لفك الارتباط العربي وهذه اللحمة العربية آنذاك، فقد كان يُطلق على الركن المهيب «حامي البوابة الشرقية» قاهر الفرس وخازم أنوفهم بكلاليب العار والذل والمهانة، عندما كان الخميني «تلطخ سِرُه بدم المسلمين العرب» يقوم على توزيع مفاتيح الجنة لجنوده الذين يقوم على دفعهم دفعاً إلى أرض المعركة، لم يكُن المهيب الركن قائداً لكل الجيش العراقي بل كان فقط قائداً للرجال الذين لديهم غيرة وفي نفوسهم عِزة على القومية العربية، فليس هناك من خافية من أنه يوجناصر بن فريوان الشراريناصر بن فريوان الشراريد من يميل للتبعية لإيران في داخل العراق بسبب عروقهم الفاسدة، لأن هناك من المستعربين الذين يمثلون العار للأمة العربية وبائعي شرفها في سوق النخاسة الصفوي، ممن تتداعى غرائزهم البهائمية لبيع هويتهم وإن كانوا بلا هوية بل لهم تبعية واضحة لـ «بني صفيون».
وعلى الرغم من انقسام الولاءات الغريزية لبعض أفراد الجيش العراقي في عهد المهيب الركن ممن يملك العزة والشرف والمروءة والكرامة للدفاع عن العروبة وعمن باع شرفه لإيران، كان على الرغم من ذلك قد أثخن تنكيلاً بإيران وتمزيقاً لها، وبعد أن أخطأ المهيب الركن بأن وجه سِهام حِرابه لدولة الكويت الشقيقة العزيزة نتيجة بلعه لِطُعم مؤامرة حيكت له بليل ولم يفهم مغزاها، حيث كان وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد قبل أن يُصبح وزيراً للدفاع وتحديداً ف الثمانينات الميلادية يقوم بتنقلات مكوكية ما بين واشنطن وبغداد إلى أن تم إقناع المهيب الركن باجتياح الكويت وأفهموه حينها أنك تستحق الكويت كهدية لك على حرب الـ (8) سنوات لتصبح المحافظة الـ (19) للعراق، فأنت البطل المُحنك حامي البوابة الشرقية وهذه مكافأة لك ليقوم بعد ذلك باجتياح الكويت عام (90) ميلادية ليدخل القط القفص كما خُطط ودُبِّرَ له لِيُصدم العالم العربي بأسره بما حصل، وبعد فترة قام المهيب الركن بالتنازل خطياً لإيران عن أراض متنازع عليها والتي قُتِلَ من أجلها مئات الألوف من الجنود العراقيين المخلصين ليأمن جانب إيران بعد ذلك.
اليوم وبعد الإطاحة بنظام المهيب الركن واحتلال أمريكا للعراق وتسليمه (قفل ومفتاح) لإيران لا يجب أن نستغرب من أن يقود قاسم سليماني الجيش العراقي والحشد الشعبي الشيعي الطائفي، لأن العراق أصبح مجرد محافظة إيرانية والمسؤولون الإيرانيون قد أعلنوها مُبكراً مراراً وتكراراً من أن بغداد ستصبح عاصمة الإمبراطورية الفارسية.
ففي عِراق الأمس كان أصغر جندي عراقي يهز عرش الخميني الكسروي واليوم قاسم سليماني الموضوع على قائمة الإرهاب الأمريكية والذي تحرسه اليوم الطائرات الأمريكية في أرض المعركة وتضرب الفلوجة تحت ذريعة محاربة داعش هو من يقود قادة العراق المُنصَّبين من ملالي إيران، فلا غرابة أن يقود قاسم سليماني معارك العار الطائفية على أرض عربية لإخضاعها لبيت الطاعة الفارسية.. لا غرابة والقادم أدهى وأمر..!.