سعود عبدالعزيز الجنيدل
في أثناء جلوسي مع الوالدة -أطال الله في عمرها- مغربية أحد الأيام، إذ بها تخرج بطاقة من حقيبتها، وتخبرني عنها.
قالت لي إنها وجدت هذه البطاقة في أحد المساجد، ويوجد منها عدد كبير، والذي أثار دهشتها الخدمات التي كتبت على البطاقة.
كان عنوان البطاقة
«القهوجية أم بندر اليمنية»
ومن ضمن الخدمات التي عرضتها «أم بندر» توفير مرافقين ومرافقات في المستشفيات!!
وفي الحقيقة أثارت هذه البطاقة فضولي من زاويتين:
الزاوية الأولى: وإن كانت لا تعنيني كثيراً في هذا المقال، مع اعترافي بأهميتها - هي الكيفية التي وصلت بها هذه البطاقات إلى المسجد، وأين المتابعة من مسؤولي هذا المسجد؟!.
الزاوية الثانية، وهي الخدمة المعروضة من «أم بندر» وهي توفير مرافقين ومرافقات للمستشفيات!.
وحين أطلق العنان لمخيلتي، أتصور هذا المشروع وهو في مهده، يكبر شيئاً فشيئاً، إلى أن تصبح هذه الخدمة تستلزم الحجز مسبقاً، فنجد أحداً ما يتصل ليطلب مرافق لأبيه، وتدور بينه وبين مقدم الخدمة هذا المحادثة (دايلوق):
طالب الخدمة: لو سمحت أريد توفير مرافق لأبي.
المزود: أين المستشفى؟ وكم عدد الأيام؟
طالب الخدمة: في الرياض، ونوع العملية قسطرة، واحتمال تستغرق الإقامة عشرة أيام.
المزود: على خير إن شاء الله، والتكلفة ستكون (????) ريال.
طالب الخدمة: هذا كثير أريد خصما (ديسكاونت).
المزود: اليوم يكلف (???) ريال ولدينا طلبات كثيرة، ولكن سنقدم لك عرضاً خاصاً، وهو تقديم يوم مجاناً والتبرع بالدم لو احتاجوا لذلك!...
هل حقا هذا ما سيحدث في قادم الأيام، هل سنصل لهذه المرحلة؟ أم أن هذا التصور سيظل حبيسا في مخيلتي التي أطلقت لها العنان، والذي أتمنى من مجتمعي أن يكبح جماح هذا الخيال ليبقى حبيساً في مخيلتي.
كلي أمل أن يظل كذلك، ولا نجد أحدا ما يذهب إلى كتابة العدل لعمل توكيل عام لأم بندر ومرافقيها بالتوقيع العام على كامل الأوراق التي تطلبها المستشفيات من أجل الموافقة على إجراء العمليات، وتحمل المسؤولية.
وقد نكتفي بالتواصل مع أم بندر ومرافقيها، لكي نطمئن على صحة أبينا، أو أمنا الذي قال الله تعالى عنهما: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.