د.عبدالعزيز الجار الله
أراد إرهاب داعش والدول التي تدعم داعش أن يضربوا بلادنا ضربة موجعة في الخاصرة، لكن الله أفشلهم وخيّب ظنهم، أرادوها أن تكون الضربة سياسية غربية فاختاروا التفجير قرب السفارة الأمريكية، وأن تكون مذهبية ففجّروا في أحد مساجد القطيف، وأن تكون طعنة في حمايتنا للمقدسات فاختاروا قرب مرقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطهر البقاع مدينة الرسول الكريم بلاد المهاجرين والأنصار، ومسجد أفضل الخلق وبيته ومدافن أصحابه والشهداء عليهم رضوان الله في البقيع، كذلك اختاروا الأيام الأخيرة من شهر رمضان لتحويل العيد إلى مأتم وحزن عام، لكن الله أطفأ نارهم بأن جعل جندنا هم درعنا الشهداء بإذن الله تغمدهم الله بواسع رحمته، سخّر جنود الأمن لحماية الأمة الإسلامية ونحن جميعنا مشاريع شهادة لحماية بلادنا وديننا ومكتسبات الوطن.
في كلمة الملك سلمان - حفظه الله- بمناسبة عيد الفطر المبارك وبعد ساعات من استهداف طيبة الطيِّبة مدينة الرسول الأعظم بالعدوان الآثم قال الملك سلمان: سنضرب بيد من حديد كل من يستهدف عقول شبابنا، على المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها لمحاربة الفكر الضال. وتعد هذه الكلمات من مليك البلاد عنوان العمل القادم في مرحلة جديدة من عمل المكافحة والحرب الشرسة ضد جماعات ودول الإرهاب التي جنّدت المجموعات والأحزاب ضد دول إسلامية عددية ومن أبرز الدول التي يستهدفها الإرهاب هي بلادنا التي بدأ عمل الإرهاب والتفجيرات بها في منتصف التسعينات الميلادية في تفجيرات العليا.
في الحقيقة الواضحة هي أن المجتمع تأخر كثيراً بالتحرّك ضد الإرهاب وترك الأمر برمته وثقل مسؤوليته على رجال الأمن وبالتحديد وزارة الداخلية وكأن حرب الإرهاب هي ما بين الجماعات الإرهابية وبين الأمن، فكان معظم شهداء الواجب من رجال الأمن وهذا دليل على أن المواجهات دائماً بين جماعات الإرهاب والأمن، ونتيجة للصمت ولعدم مبادرة المجتمع للوقوف أمام مسؤولياته ولحياد المجتمع في بعض الأحيان، فقد استغلت الجماعات الإرهابية هذه الثغرة وسرقت منا أبنائنا وخطفت عقولهم لتحولهم إلى قنابل وأحزمة ناسفة لقتلنا.
إذن المرحلة القادمة لا حياد ولا تراخي اجتماعياً فيها، والجميع يجب أن يقف أمام مسؤولياته، وأقل عمل نقوم به هو تعطيل مشاريع الإرهاب عبر عزل الأبناء من الانجرار وراء مجموعات الإرهاب والانتحار.