وارسو - وكالات:
تولى حلف شمال الأطلسي قيادة منظومة الدفاع الصاروخي التي أقامتها الولايات المتحدة في أوروبا اعتبارا من أمس الجمعة بعدما نجحت فرنسا في الحصول على ضمانات بأن النظام الذي تكلف بناؤه مليارات الدولارات لن يكون تحت السيطرة المباشرة لواشنطن.
وتعد الدرع الصاروخية - وتوصف بأنها تهدف للتصدي لأي ضربة من «دولة مارقة» على مدن أوروبية - أحد أكثر جوانب الدعم العسكري الأمريكي لأوروبا حساسية. وتقول روسيا إن واشنطن تقصد بهذه المنظومة إضعاف ترسانتها النووية لكن الولايات المتحدة تنفي هذا الاتهام.
وقال مسؤول بحلف شمال الأطلسي مشيرا لقمة الحلف المنعقدة في وارسو الجمعة «القادة سيتفقون على بدء تشغيل الدفاع الصاروخي بشكل مبدئي». وأضاف «سيعني هذا أن السفن الأمريكية الراسية في إسبانيا وأنظمة الرادار الموجودة في تركيا وقاعدة الدفاع الصاروخي في رومانيا ستعمل معا تحت قيادة الحلف».
وأكَّد ذلك مسؤول آخر من الحلف وقال: إن «الشروط مستوفاة» لوضع المنظومة الدفاعية تحت راية حلف شمال الأطلسي. وتشعر روسيا بغضب لاستعراض القوة بهذه الطريقة من قبل الولايات المتحدة في دول أوروبا الشرقية الشيوعية السابقة.
وتأمل واشنطن أن يؤدي تسليم القيادة إلى الحلف لتهدئة المخاوف الروسية. وقالت الولايات المتحدة الجمعة إن استمرار العدوان من قبل روسيا سيدفع حلف شمال الأطلسي للرد إضافة لتواجد أكبر في شرق أوروبا.
وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض «ما نريد أن نوضحه هو أنه إذا واصلت روسيا هذا النوع من السلوك العدائي فسيكون هناك رد وسيكون هناك وجود أكبر في شرق أوروبا».
وأضاف في مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو «سنقوم بكل ما هو ضروري للدفاع عن الحلف وأعضائه من دول شرق أوروبا».
وينظر إلى الأعضاء الأوروبيين بحلف شمال الأطلسي على أنهم لن يجنوا شيئا من استفزاز روسيا موردة الطاقة الرئيسية لهم. وسيعهد للدول الأوروبية الأعضاء في الحلف بالمسؤولية عن تمويل بعض نفقات المنظومة والإضافة إليها في المستقبل.
ويأتي نشر المنظومة بينما يجهز حلف شمال الأطلسي قوة ردع جديدة في بولندا ودول البلطيق بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014.
وردت روسيا بتعزيز وجودها على الجهتين الغربية والجنوبية بثلاث فرق جديدة.