يمثل الاحتفال بيوم عيد الفطر المبارك معنى يمجد هويتنا الإسلامية؛ فهو ليس كأعياد الميلاد حين يقام الفرح لشخص بعينه، يتوقف ما إن يأتي أجله, ولا عيد وطني يمجد ذكرى تحرير أو استقلال، إنما هو امتداد لعلاقة ربانية مستمرة مع الله, تتجدد شعائرها كل سنة بانتهاء شهر صام فيه المسلمون، وتقربوا لخالقهم بالصلاة والدعاء، ثم أعلنوا فرحهم ورجاءهم بقبول عبادتهم في عيد يتبادلون فيه التهاني وصلة الأرحام.. قال تعالى {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}.
العيد يجدد ما بلي من علاقات، ويرتق ما انقطع منها.. العيد موسم يبتهج فيه الغني والمحتاج في منظومة مجتمع، يتكافل على البر والرحمة ونشر الفرح، فتتسع في يوم عيد الفطر دائرة التواصل؛ فهو يوم تبادل التهاني، ليس بين الأسر والأصحاب فقط، بل بين المسلمين في كل مكان، وبجميع اللغات في هذا العالم.
لن أقول إنني حزينة على ماضٍ كنا نفرح فيه بالعيد، سواء بلباس جديد أو حلوى مغلفة, فلا يزال لدينا عيدنا الخاص بنا كأمة إسلامية، لن ننتقص من قدره ولو بكلمة؛ فالعيد بين أيدينا، نحن من نصنع منه فرحًا أو ترحًا.
مفهوم يوم العيد والوعي بأهميته يجب أن يكون مسؤولية كل أسرة, وعلى الأبوين أن يعوِّدا أبناءهما منذ الطفولة على تمييز هذا اليوم، سواء بنشر رسائل الفرح والقصص أو الهدايا، كل حسب قدرته.. فكم أنا سعيدة بيوم العيد.. وكل عام وأنتم بخير.
- وفاء الكنهل