كُلَّ عَامٍ أَنْتُمْ بِخَيْرٍ جَمِيْعَا
يَـا حُمَاةَ الحُدُودِ نَدْعُو السَّمِيْعَـا
رَبَّنَا نَحْتَمِي بِه فِي حِمَـانَـا
وَبِكُمْ نَحْتَمِي قِوَىً وَجُمُوعَا
كلَّ عَامٍ أبْنَاؤُكُمْ يَا جُنُوداً
فِي رِباطٍ بِالخَيْرِ رَامُوا الرُّجُوعَا
فَلَهُمْ فِي القُلُوبِ أَسْمَى شُعُورٍ
يَومَ عِيْدٍ يَلْقَونَ فِيْه شُرُوعَـا
فَالأَمَانِي قَدْ شُرِّعَتْ لِكَبِيْرٍ
بَيْنَهُمْ بَلْ بِهَا نُلاقِي الرَّضِيْعَـا
كُلُّ قَلْبٍ لَهُمْ أَبٌ لَيْسَ يَرْضَى
أَنْ يَرَى الحُزْنَ يَعْتَرِيْهِمْ دُمُوعَا
يَا أَبَا الفَهْدِ يَا مَلِيْكَ بِلَادِي
عِيْدُكُمْ يَنْشُرُ المُنَى مُسْتَطِيْعَـا
يَا أَباً لِلْجُنُودِ إِنَّ بَنِيْهِمْ
يَسْأَلُونَ الجَدَّ العَظِيْمَ صَنِيْعَـا
يَومَ عِيْدٍ عِيْدِيَّةً هِيَ رَمْزٌ
بَيْنَ أَقْرَانِهِمْ تَشِعُّ سُطُوعَـا
يَتَسَامَونَ فِي صَدَاهَا شُعُوراً
يَمْلأُ الكَونَ وَالزَّمَانَ رَبِيْعَـا
فَتَفِيْضُ النُّفُوسُ حُبّاً وَسَعْداً
للأُلَى أَصْبَحُوا بِعِيْدٍ دُرُوعَا
حِيْنَهَا لا نَرَى عَدَوّاً تَعَدَّى
أَو نُلاقِي عَلَى الحُدُودِ صُدُوعَـا
شُهَدَاءُ الجُنُودِ فِيْنَا بَنُوهُمْ
يَأْمَلُونَ المَلِيْكَ فِيْهِمْ شَفِيْعَـا
فَهْوَ فِيْهِمْ أَبٌ وَجَدٌّ بَدِيْلٌ
وَهْوَ قَلْبٌ بِالحُبِّ يَحْنُو ضَلِيْعَـا
كَيْفَ يَنْسَى آباءَهُمْ حِيْنَ ضَحُّوا
بِدِفَاعٍ كُلّاً تَصَدَّى مُطِيْعَا؟
بِوَلاءٍ لِلدِّيْنِ عَزُّوا فَعَزُّوا
مَوطِناً لَيْسَ يَقْبَلُ التَّطْبِيْعَا
هُو بِالحَزْمِ عَاصِفٌ بِمَجُوسٍ
حَيْثُ صَنْعَاء قَدْ أَسَاؤُوا صَنِيْعَـا
دَعَمُوا الحُوثِيِّيْنَ حِيْنَ اسْتَبَاحُوا
بِانْقِلابٍ وَسَلَّحُوا المَخْلُوعَا
أيُّهَا الصَّامِدُونَ يَا مَنْ نَرَاهُمْ
لِلمَلالِي قَدْ قَوَّضُوا مَشْرُوعَـا
كُلُّنَا مِنْ وَرَائِكُمْ فِي صُمُودٍ
دَاخِليٍّ يَحْمِي الحِمَى وَالرُّبُوعَا
كُلُّنَا لاهِجٌ لَكُمْ بِدُعَاءٍ
حِيْنَمَا يَرْقُدُ الأَنَامُ هُجُوعَا
رَمَضَانُ انْتَهَى قِيَاماً وَصَوماً
وَقُنُوتاً وَرَبُّنَا لَنْ يُضِيْعَـا
يَحْفَظُ السَّاهِرِيْنَ مِنْكُمْ عُيُوناً
تَمْنَعُ المُعْتَدِي فَيُنْفَى صَرِيْعَـا
وَإذَا أَقْبَلَ الصَّبَاحُ اسْتَدَرْتُمْ
تَمْنَعُونَ الأَفْيُونَ وَالتَّرْوِيْعَا
كُلَّ عَامٍ وَكلَّ عِيْدٍ وَيَومٍ
مَوْطِنِي فِيْكُم اسْتَقَرَّ مَنِيْعَا
- الدكتور/ عبدالرحمن بن عبدالله الواصل