موضي الزهراني
ما حدث في مدينة طيبة الطيبة من تفجير مفاجئ، وفي شهر رمضان الفضيل وفي العشر الأواخر منه، وبالقرب من مسجد الرسول -عليه السلام- وفي منطقة أمنية خاصة برجال أمن الطوارئ، كان صدمة للعالم بأجمعه وخاصة الإسلامي!.. ومازالت الصدمة موجودة حيث إن القائم بالتفجير من الشباب المُغرر بهم وبفكرهم، حيث اقتاد نفسه لموقع الجريمة وفي مكان وزمان لا ينسى هيّبته إلا من تجرد من دينه وجنسيته ووطنه تجرداً دفعه إلى هلاك روحه وأرواح الآخرين وبسهولة! لذا فهناك ثالوثاً خطيراً لابد أن تأخذ به وزارة الداخلية في دراستها للأسباب الحقيقية وراء اندفاع الشباب خلف هذا التنظيم الإرهابي الخطير ألا وهو:
1- العمر للقائمين بالقتل والتفجير، فقد لاحظنا جميعاً بأنها فئة عمرية حسّاسّة من السهل التغرير بها عندما تتوفر عوامل الجذب العدائي لديها، وتحتاج للاحتواء الوطني والأسري العميق، وهذا الاحتواء لابد من الاهتمام به بدءاً من البرامج الأسرية المستهدفة، حتى البيئة المدرسية الجاذبة، إلى الخدمات العامة في أرجاء الوطن كمثل أماكن العبادة، والترفيه، والتسوق، والتجمعات العائلية، بدون نبّذ لهم أو منع أو تسلط على سلوكياتهم! وما حدث في فعاليات أيام العيد ومثل كل سنة وتناوله تطبيق التويتر لدليل على أن النظرة الشكاكة الرافضة للشباب مازالت قائمة في الأماكن العامة مما ينتج عنها مشاعراً مضادة وحاقدة للوطن ومن يُمثله! وهذا من أكثر العوامل خطورة ويحتاج لمعالجة عاجلة.
2- الأماكن المستهدفة: ولاحظنا بأنها المساجد مكان الصلاة والعبادة والتقرب إلى الله، مما يتطلب الاهتمام بالحد من تجمعات المصلين في بعض المساجد دوناً عن غيرها، فهناك الكثير من المصلين في شهر رمضان يتنقل من مسجد لآخر بحثاً عن الإمام حسن الصوت والذي شهرته فاقت شهرة إمام مسجد الحيّ الذي يسكن فيه، مما يزيد الوضع سوءاً في بعض المساجد الكبيرة وهذا ما نلاحظه في شهر رمضان بالذات، مما يشكل خطورة أمنية على بعض المساجد مع قلة الإجراءات الأمنية لحماية المصلين حماية عالية المستوى.
3- والأهم في هذا الثالوث الخطير أيضاً هو «الفئة المستهدفة» الأولى: ألا وهم الأقربون من أهل الدم «الوالديّن» وهذه مصيبة لابد من تدارك عدم استمرارها بإجراءات احتياطية من أهل الاختصاص والمستشارين في مجال علم الجريمة الأسري والممثلين لجهات الأمن الوطني.. أما الثانية: ألا وهم «رجال الأمن» وهذه الفئة الغالية علينا جميعاً ومكانتهم الوطنية لاشبيه ولامقابل لها، إلا أنهم بحاجة لإجراءات أمنية وواحتياطات رفيعة المستوى لكي لا يكونوا عرضة في المستقبل لأي خطر يداهمهم وقت صلاتهم أو إفطارهم أو نومهم.. فالصور المتناقلة عن تفجير موقع رجال الأمن بالقرب من الحرم النبوي ووقت الإفطار يؤكد بأن الاحتياطات الأمنية بحاجة لتكثيف أقوى ورفع مستواها الاحترازي من أجل عدم تكرار هذه الكارثة مرة أخرى وبسهولة لهؤلاء المجرمين المُجردين من دينهم ووطنيتهم وإنسانيتهم! راجية من الله العلي القدير أن يحمي وطننا من كل سوء، ويحمي شبابنا من كل شر، وتحفظ بلادنا آمنة مطمئنة يا رب العالمين.