* أعاني من شقاء في حياتي الزوجية جعلني أهرب من بيتي ومن زوجتي...
جل أوقاتي مع زوجتي في خصومة مستمرة والسبب يكمن في عنادها فهي لا تتنازل عن رأيها ولا تجيد فن الاعتذار مهما أخطأت.. فما الحل؟
* الرد:
يقال: إن العناد يكون أحيانا سلاح المرأة الوحيد الذي تواجه به جبروت الرجل في وقت رقت فيه قوتها البدنية وكانت غير قادرة على الصراعات الخشنة فتجدها تميل نحو العناد أو ما يسمى بالرفض السلبي ويعد عناد الزوجة أول مؤشرات ضعف قدرتها على التناغم مع الظروف المحيطة بها وقد يكون درعا هشا تدعي من خلاله القوة لتداري ضعفها، والعناد ينقسم إلى قسمين: نوع محمود (إيجابي) وآخر مذموم (سلبي)!
والعناد الإيجابي يتمثل في عناد الإرادة والتصميم، وهو ثبات على الحق وتمسك بالمبادئ أما العناد السلبي فيأخذ أشكالا فهو عناد مفتقد للوعي والإدراك والنضج كإصرار الزوجة على السفر بالرغم من قصر يد زوجها وتراه يحاول إقناعها بشتى الطرق ولكنها تصر على طلباتها دون وعي وإدراك بظروف زوجها، فتتسبب له في مشكلات عديدة، ويحدث بينهما فجوة... فإن كان عناد زوجتك من النوع الأول فتلك خصلة محمودة تسمو بها شخصيتها وأما إن كان من النوع الثاني حيث الإصرار على الشيء دون تفهم أو وعي فهذا يحتاج إلى علاج ومعه صبر
من الجميل توجيه الفكر نحو مصدر المشكلة ونبع الأزمة فمعالجة العرض دون المرض لن يقدم ولن فلعل زوجتك تقع تحت ضغط أعباء كثير كالعمل ومتابعة الصغار فبعض النساء تحمل من المسؤوليات والأعباء ما تنوء بحمله العصبة ولربما كانت هناك مشاكل تخص أهلها قد ضغطت عليها كما أن المعاملة القاسية للزوجة من قبل الزوج وتسلطه وعدم استشارته لها وتحقير رأيها والاستهزاء بها وعدم تقديرها واحترامها مما قد يدفعها إلى طريق العناد للتغلب على الإحساس بالمهانة.
وقد يأتي عناد الزوجة نتيجة لعدم التكيف مع الزوج والشعور باختلاف الطباع وتقلبها، فيكون العناد صورة من صور التعبير عن رفض الزوجة سلوك زوجها جملة وتفصيلاً، وكذا تعبيرًا عن عدم انسجامها معه في حياتهما الزوجية. وهناك طيف من الزوجات يلجأن للعناد تعبيرا عن ضعف الإشباع العاطفي من قبل أزواجهن ولربما كان الفارق الاجتماعي أو العلمي هو من أشعل نيران العناد عند زوجتك!
وبعض النساء قد زرعت بذرة العناد فيها من الصغر نتيجة تربية خاطئة، بتلبية كل مطالبها تحت سوط العناد فتكبر متوهمة أن العناد أسلوب ناجح لتحقيق المطالب، أو أنها نشأت في بيت قد أمسكت فيه الأم بزمام الأمور وهي من يسير دفته، فتحاول أن تسلك الدرب نفسه في بيتها ومع زوجها.
كما أن هناك من الزوجات من تعتقد أن إصرارها على مواقفها يدل على قوة شخصيتها ويزيد من قيمتها ومكانتها عند زوجها فيحقق لها ما تريد.
وهناك عناد اكتسبته المرأة من قسوة التربية في الصغر حيث صرامة العقوبة وشدتها فيكسبها أما عنادًا وإصرارًا أو ضعفا وانهزامية خضوعًا واستسلامًا في الكبر, وقد يكون عناد الزوجة بسبب تعزيز أسرتها لهذه الصفة في طفولتها عندما تداوم على تكرر كلمة عنيدة، فترسخ هذه الصفة في داخلها، ثم تستغلها في تحقيق أغراضها.
وعلى كل حال يستحسن بك التأمل وتلمس الأسباب المهيجة لهذا الأمر واستمرار عناد الزوج سيعرض البيت للانهيار إذا لم يقابلها الشريك بعقل وحكمة وقد ينكوي بنارها الصغار, وإليك أخي الحبيب بعض التوجيهات المعينة:
1 - إن الشخصية العنيدة غالباً ما يكون أساس تصرفاتها خوف من الآخر في كونه يريد تملكها وعليك أن تسعى لطمأنتها بأنك لا تفكر بالسيطرة عليها وذلك عبر بعض التصرفات التي تتنازل فيها عن بعض آرائك.
2 - اقترب منها أكثر... عبّر لها عن حبك وتقديرك واحترامك لشخصها ومتى ما أحس الشخص العنيد بتلك المشاعر فلا شك أن حبال العناد سترتخي عنده. من كثرة استجدائها وتسول رضاها فكن حنونا بلا ضعف ورحيما بلا استسلام.
3 - لا تكن انفعالياً حينما تتخذ قرارا فليكن الهدوء سمة لك والعطف عنواناً لتصرفك.
4 - إياك أن تكثر من الرضوخ أو الاسترضاء.., فمع تكرار الاعتذار ستتعاظم قناعة الشخص بأن عناده قد أجدى نفعاً. وبعض البشر يقيس جودة سلوكه بالنتائج المجنية.
5 - تذكر أخي الكريم أن الشخص جملة من الصفات فقد تكون زوجتك عنيدة بالفعل لكني أجزم أن فيها العديد من الصفات الطيبة.. استحضرها وتذكر أن لديك زوجة قد فاقت الكثيرات في مجمل صفاتها.. أسأل الله أن يوفقكما وأن يجعل من بيتكما عشاً هانئاً تغني فيه أطيار الحب وتتراقص على جنباته فراشات الود.
6 - وأهمس في أذن الزوجات العنيدات إن لا تتكئ على حلم زوجها وعقله حتى لا يفور تنوره وتتفجر ينابيع غضبه ولات حين مندم وبعد أن تفقد كل شيء للأسف.