أحمد بن عبدالرحمن الجبير
اليوم، وفي كل يوم، يحق للمواطن السعودي أن يفتخر بقواتنا الأمنية التي تعمل على تنظيم العمرة، والزيارة في شهر رمضان المبارك، والتي دائماً كانت على أتم الاستعداد في التسهيل على المعتمرين، والزوار في مكة والمدينة، هذه القوة أكدت أن هذا البلد آمن بعناية الله ثم عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-.
وستظل المملكة تقوم على خدمة الحرمين الشريفين، وستظل رعايتها لهما جزءاً من شخصية الدولة السعودية، ومن هوية المواطن السعودي، فهذا شرف ما بعده شرف، وفخر ما بعده فخر تهون وترخص أرواحنا دونه، حيث إن بلداننا مستهدفة أمنياً واقتصاديا ًواستراتيجياً، ويجب أن نركز على تسليح شبابنا بالعلم والمعرفة، وصقل خبراتهم وأفكارهم، والحفاظ عليهم، وحمايتهم من الأفكار الهدامة.
لقد جاءت المحاولة الفاشلة للإرهابيين، ومن يشد على يدهم، ومن يدعمهم من تجار الدم، من تجار الليبرالية المتوحشة، التي صنعت داعش وغيرها لضرب منظومة القيم الإسلامية المقدسة لجعل العامل سقط متاع لهذه العجرفة العالمية، وأقزامها الأقليميين، مما نفخوا في مزامير الفتنة وساروا على دروب الشياطين في تسعير الطائفية والفوضى الخلاقة، لكنهم خسئوا وبهتوا، وخسروا خسران عظيماً.
فالأمن في مكة والمدينة مسألة أساسية، وسيبقى عصياً على كل المحاولات البائسة، ولا أحد ينكر جهود المملكة في الحفاظ على راحة وأمن المعتمرين والزوار، فالدولة -أعزها الله- تقدم خدماتها للمعتمرين، والزوار دون مقابل، فهي تنفق الملايين سنوياً لتطوير الخدمات الامنية وبناء المشاريع وتوسعة الحرمين، ولو نظرنا فقط للجوانب المالية التي تنفقها المملكة لاكتشفنا أنها الدولة الوحيدة التي تنفق دون منّة من أحد.
كما أن رجال الأمن الذين ضحوا بأنفسهم، والذين حموا بصدورهم، زوار البيت الحرام، والذين ابهروا العالم، بصدقيتهم وايمانهم ودفاعهم عن الأماكن المقدسة، كانوا في ذات الوقت يؤكدون على أن السعودية والسعوديين غير، وأن رعايتهم للحرمين ومسؤوليتهم، وأخلاقهم تمنعهم من أن تصبح الأمور فوضى واستغلالاً، فالمملكة قبلة العالم الإسلامي، وسيرتفع عدد المعتمرين والحجاج إلى نحو 30 مليون حاج ومعتمر في السنوات القادمة، وهذا بحد ذاته سيوفر إيرادات عالية للمملكة استكمالاً وتنفيذاً لرؤية المملكة 2030م.
فحجم الرعاية والعناية الكريمة بالحرمين الشريفين، وتوسعتهما التي أنجزت وتمت في عهد الملك سلمان -حفظه الله- هي توسعة وجدت كل تقدير واحترام من جميع الحجاج، والمعتمرين والزوار، وكافة مسلمي دول العالم، كونها توسعة أسهمت في استيعاب الملايين من المسلمين وسهلت عليهم القيام بمشاعرهم في مكة والمدينة بكل يسر وسهولة، علاوة على ما تعطيه هذه المشاريع الجبارة من قيمة إضافية لاقتصاد المملكة، والرؤية السعودية 2030م.
وكان تعيين معالي الدكتور محمد بنتن وزيرًا للحج والعمرة، والذي عمل وكيلاُ لشؤون العمرة ورئيساً للبريد السعودي في السابق، من التعينات التي نفتخر بها، فالرجل يعمل بكل جد وطاقة وفي رؤية متنورة واستراتيجية، وقد استقطب بعضا من الخبراء، والمختصين في العديد من المجالات، متطلعين لان تكون لوزارة الحج والعمرة قوة ناعمة ومؤثرة في عالمنا الإسلامي وضمن حدود رسالتها من خلال الرؤية السعودية 2030م.
ونشيد بالقدرة الإشراقية العظيمة لسمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- الذي زار جرحى العمليات الإرهابية الفاشلة، والذي أكد على مكانة الدولة، ودورها في حماية الأمن والاستقرار، وجعل المملكة مثالاً يحتذى به في إدارة الحشود، والشكر موصول للأمير خالد الفيصل، وما يبذله من تنظيم وإدارة، وايضا لرجال أمننا البواسل على جهودهم العظيمة والتي من خلالها يقدمون صورة غاية في الروعة والجمال عن بلدنا، وكل عام وأنتم بألف خير.