جاسر عبدالعزيز الجاسر
لم يفق المسلمون بعد من الجريمة البشعة التي تمثلت في محاولة أحد ذئاب تنظيم داعش الإرهابي باستهداف المصلين في المسجد النبوي الشريف، أي استهداف الجامع الثاني الأكثر قداسة عند المسلمين.
العالم أيضاً تعاطف مع المسلمين ومع المملكة العربية السعودية التي أضاف رجال الأمن فيها إنجازاً أمنياً بنجاحهم في التصدي لذئب داعش وأحبطوا محاولته الخسيسة قبل أن يصل إلى المسجد النبوي الشريف، حيث لم يتخط ساحة وموقف السيارات وقبل سبعمائة متر، وضحوا بأنفسهم من أجل تجنيب المسلمين الذين كانوا يؤدون صلاة المغرب ويستعدون بعدها للخروج من المسجد حيث كان ذئب داعش يترصد خروجهم لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.
جريمة استهداف المسجد النبوي الشريف وتعاطف العالم وصدمة المسلمين جميعاً كشفت كثيراً من الحقائق التي ظلت غائبة عن الطيبين من المسلمين ومن الذين يحاربون القتلة والمجرمين، ومن أولى هذه الحقائق أن هؤلاء الذين يدعون الانتماء للإسلام والمسلمين هم لا يمتون لهذا الدين القويم ولا إلى من ينتمون إليه بأي صلة، بل هم من أتباع الشيطان، وأنهم أدوات يعملون لصالح أعداء الإسلام الذين يحرفونه ويستضيفون قادة الانحراف ومن أطلق داعش في أراضيهم ويستثمرون نتاج جرائم داعش. فهم الذين يجنون أفعال هذا التنظيم الإجرامي الإرهابي، وأن ذئاب هذا التنظيم وإن ضم من أغواهم عتاة الفكر الضال بدس سم الانحراف في دعاويهم التي تسللت إلى عقول الناشئة في غفلة من أسر وأهالي الشباب، فإن عمل مثل استهداف المسجد النبوي الشريف لابد وأن يزيل الكثير من الغشاوة التي لازمت عقول البعض ويكشف زيف الادعاءات والأقوال التي يرددها مناصرو التنظيم الإرهابي المجرم الذي لا يختلف عن أعداء الإسلام والمسلمين، فأن يصل جرم ذئاب داعش في السعي إلى النيل من المسجد النبوي الشريف واستهداف قاصديه من المسلمين يعد إصراراً على معاداة الإسلام والمسلمين ومحاربة لهذا الدين القيم، وهم في هذا لا يختلفون عن أبرهة الحبشي وغيره ممن سعى إلى تدمير مقدسات الإسلام.
والحقيقة الأخرى التي يجب أن ينتبه لها المسلمون كافة، وبالذات أبناء المملكة من المواطنين، هي أن ما أراد هؤلاء الكفرة المجندون من قبل أعداء الإسلام والمسلمين في اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك تنفيذه وفعله في الأراضي السعودية، وفي جدة والقطيف والمدينة المنورة، أنما هو مخطط موضوع لاستهداف الأراضي المقدسة خدمةً لأجندات ومخططات أعداء الإسلام والمسلمين، وهي أعمال لا يمكن فصلها عما يجري في أماكن ودول إسلامية أخرى، والتي تصب نتائجها جميعاً تجاه مصلحة نظام منحرف أحدث داخل صفوف المسلمين كل ما نراه من فرقة وفتنة.